الله أدخله الله النار) (1). وروى ابن ماجة عن عائشة أيضا أنها رأت الغضب في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: (من أغضبك؟ أغضبه الله) (2).
حديث صحيح عند أهل السنة غريب على شيعي!
إن حديثا حول واحدة من مناقب فاطمة عليها السلام التي يذهب الحاكم إلى صحة سنده واعتبره الهيثمي حسنا ووثق الدار قطني راويه يعد مضمونه غريبا على بعض الرواة من الشيعة! فقد روى الشيخ الصدوق بسنده عن أبي ذر يحيى بن زيد بن العباس بن الوليد البزاز بالكوفة، قال: حدثنا عمي علي بن العباس، قال: حدثنا علي بن المنذر، قال:
حدثنا عبد الله بن سالم (3)، عن علي بن عمر بن علي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: (يا فاطمة، إن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك، قال: فجاء صندل فقال لجعفر بن محمد عليه السلام: يا أبا عبد الله، إن هؤلاء الشباب يجيئونا عنك بأحاديث منكرة، فقال له جعفر عليه السلام: وما ذاك يا صندل؟
قال: جاءنا عنك أنك حدثتهم أن الله يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها، قال:
فقال له جعفر عليه السلام: يا صندل ألستم رويتم فيما تروون أن الله تبارك وتعالى ليغضب لغضب عبده المؤمن ويرضى لرضاه، قال: بلى، قال عليه السلام: فما تنكروه أن تكون فاطمة مؤمنة يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، قال: فقال: (الله أعلم حيث يجعل رسالته) (4).
ويظهر بشكل واضح مدى قصور معرفة الراوي في مقامات أهل البيت عليهم السلام بحيث اضطر الامام إلى مداراته وتنزل معه في النقاش حتى جعل الزهراء عليها السلام كواحدة من المؤمنات، والمؤمن يغضب الله لغضبه! ولو أردنا أن نخوض في مبحث ضعف معتقدات بعض الرواة ومداراة الأئمة عليهم السلام لهم والتحدث معهم على قدر وعاء معرفتهم وعقولهم وإيمانهم للزمنا تأليف كتاب مستقل في ذلك.
وعلى هذا الأساس ذهب كثير من علمائنا الأبرار إلى أن بعض الرواة إنما تم تضعيفهم من قبل الرجاليين أو نظرائهم من الرواة لعدم قدرتهم على استيعاب المعارف الرفيعة التي يطلقونها نظرا لضعف معرفتهم وإيمانهم ونظرا للأجواء التي كانوا محاطين فيها، ومن هؤلاء محمد بن سنان الذي كان من حملة الاسرار وخزنة العلوم الخاصة (5).