وقد سعت مؤسسته الاعلامية أن تغطي على عجزه العلمي (وتجعل الزج قدام السنان) ففي حين لم يكن يعرف إلا بلقب (العلامة) وهو لقب حصل عليه من أتباعه ولا يدل في حد ذاته على أن الملقب به مجتهد، نجد أن جهازه الاعلامي أخذ منذ العام 1406 ه يروج للقب (آية الله) وهو ما يطلق على خصوص المجتهدين، وتمكن جهازه بهذا التزييف من خداع بعض الناس وأخذ هذا الامر أخذ المسلمات، في حين عجز فضل الله من الحصول على اعتراف واحد من أحد المراجع المعروفين باجتهاده، فما هو في نظرهم إلا (شجر يرف)!
ولكن طموح فضل الله لم يكن يكفيه إلا لقب (آية الله العظمى) وتسلق المرجعية ليروج لآرائه من ذلك الموقع، فسخر كل قدراته لتثبيت هذا اللقب، فلا تجد إصدارا باسمه إلا ويحمل هذا اللقب، وقد غاب عنه أن هذه الألقاب قد ادعاه البعض ممن لا يستحقها وافتضح أمره في ذلك، وبقي المحك الحقيقي وهو الحصول على إجازة الاجتهاد من المراجع والمجتهدين المعروفين، (وسحابة صيف عن قليل تقشع).
ولكن ما لم يتوقعه فضل الله ولم يحسب له هو أن تأتيه الضربة من هذا الأسلوب الاعلامي بالذات، فيتعرقل بالحبال التي لعب عليها! فمحاولة جهازه في قلب الحقائق وتزويرها للصعود بفضل الله والتغطية على أخطائه جعلته يمارس أنواعا من التحريف والتلاعب في كلماته مما أفدت مصداقيته وكشفت عن مواطن الانحراف في أفكاره والموارد التي يسعى إلى إخفاء رأيه الحقيقي فيها، وهذا ما ستجده بوضوح في خاتمة هذا الكتاب.
3 - عدم المواجهة وردة الفعل الشديدة:
فقد امتاز فضل الله بأسلوبه الخاص وهو التدرج في طرح آرائه المنحرفة، فقد كان في البداية يثير القضية من خلال الاحتمالات المطروحة فيها بما فيها الرأي الباطل من دون تأييد للرأي الحق الذي تبناه علماء الطائفة، وعندما لا يجد معارضة لمثل هذه الإثارة يعمد إلى طرح احتمال قوة الرأي المنحرف وذكر بعض ما يتوهمه من عناصر القوة فيه والتقليل من قيمة الرأي الحق وذكر ما يظن أنه من موجبات ضعفه من دون الجزم في الموضوع المتنازع فيه، وحينما يفقد مواجهة هذا الترجيح أو يجدها ليست بالشكل القوي يفصح عن مكنون رأيه وما يضمره في باطنه!
ولعل موقه من الاعتداء على مولاتنا الزهراء عليها السلام وشهادتها هو أحد أبرز مصاديق أسلوب التدرج في تبني الرأي المنحرف، ولكن هذا الأسلوب كان يستبطن في حقيقته عملية الاستدراج الإلهي - نستجير بالله منها - للكشف عن حقيقة توجهاته ومتبنياته، إذ لم يكن من الممكن إقناع البعض بأنه يعني ويقصد الرأي الباطل إلا من خلال إفساح المجال له للإدلاء برأيه وإظهار ما كان يحذر من بيانه للوهلة الأولى، (وبرد غداة غر عبدا من ظمأ).