وقبل الدخول في الكتاب أحببت التنبيه على أمور:
1 - عمدت في بداية كل باب أو فصل إلى عرض كلمات فضل الله في ذلك الموضوع، سواء من كتبه أو رسائله أو أشرطته المسجلة، ونقلت نماذج من المطبوع منها في ملاحق هذا الكتاب، وذلك لتوثيق كلماته حتى لا يقال بأن في الهجوم عليه تحاملا أو تحميلا. ولم أنقل من الأشرطة المسجلة إلا ما استمعت إليه شخصيا ثم دونته، ولم أنقل الكثير مما اشتهر عنه ولم أملك عليه دليلا حسيا ملموسا، وسيلاحظ القارئ أنه قلما يوجد كلام نسبناه إليه من الأشرطة إلا وله مماثل وشاهد في كتبه ومجلاته ونشراته. ولي رجاء من كل من بلغه تكذيب فضل الله لأي عبارة منسوبة إليه في كتابنا أن يتفضل علي بإرسال نص خطي منه بتكذيب ذلك المقطع.
وبالطبع لا أدعي أنني بتوثيق كلمات فضل الله قد عالجت مشكلة تشكيك جماعته في أقواله وكتبه معالجة جذرية، فإن بعضهم يعمد إلى كل أساليب الخداع والمنكر دفاعا عن انحرافات فضل الله، فنجدهم يطرحون وجود أجهزة حديثة تحاكي صوت فضل الله! ويكذبون تنديد مراجعنا بفضل الله في مجالسهم الخاصة، وعندما يخطب أحد المراجع في مجلس علني شاجبا لآراء فضل الله يقولون إنه قد تعرض لضغوط شديدة ونقل له كلام فضل الله بشكل خاطئ! وهكذا يسعون إلى تحسين صورة الانحراف بمختلف أساليب التضليل الشيطانية.
ولكنني أستطيع القول أنني وفرت على (طلاب الحقيقة) قسما من عناء البحث لمعرفة صحة أو كذب ما نسبناه إلى فضل الله غير تحديد المصادر التي استقينا منها كلماته. كما أن لي رجاء آخر أيضا ممن يروم نيل الحقيقة أن يقرأ بتأن ودقة ما نذكره في صدر الأبواب والفصول من كلمات فضل الله، فإن ذلك سيؤثر كثيرا في معرفة الثغرات الموجودة فيها.
2 - ذكرت أقوى ما يمكن أن يستدل به صاحب الرأي الاخر، ولم أستعمل أسلوب إظهار ما يسند رأيي فقط والتغاضي عما يخالفه لان ذلك لا يتفق مع المنهج العلمي.
كما عمدت إلى كتابة الرد بشكل تتم فيه الإجابة على الاعتراضات المقدرة التي قد تثار، وهذا هو أحد الأسباب المهمة في التطويل الملاحظ في بعض الفصول.
3 - تستلزم الإجابة على شبهات فضل الله ومزاعمه أحيانا توضيح بعض المسائل التي تكون موضع اهتمام الدراسات في الحوزة العلمية، وقد بذلت قصارى جهدي في التوسط والاعتدال بين توضيح ما يرفع الاشكال وبين مراعاة الاختصار وتجنيب البحث المطالب العلمية التي تستند على مقدمات كثيرة تبعث على الملل.
4 - تعمدت في تبويب الكتاب تقديم باب منزلة الزهراء عليها السلام ومصحف فاطمة على ما يتعلق بالاعتداء عليها رغم أن تلك الأبواب هي الأكثر إثارة على المستوى العام وذلك لامرين: الأول: إن بعض ما قاله في البابين الأول والثاني لا يقل خطورة عما