أحدا شيئا تبعته نفسه قهرا عليه، فإياك وغيبة كل فاسق في دار الدنيا إلا بشرطه بل قال بعضهم في معنى حديث لا غيبة في فاسق أي احفظوا لسانكم في حقه ولا تغتابوه فجعل لفظة لا ناهية.
فإياك يا أخي أن تستغيب فاسقا أو تؤذيه أو تشق عليه أو تستعمل عبدك، أو أمتك في أمر يعجزان عنه، أو تحمل دابتك فوق طاقتها، أو تسم شيئا من الحيوانات بالنار إلا بأمر شرعي، كوسم إبل الصدقة أو غنمها أو كي الحيوان لمرض ونحو ذلك، وقد نصحتك، والله إني أعرف من بعض الحساد الذين تمكن فيهم البغضاء والحسد أنه لو عرض عليه بعض أعدائه يوم القيامة جميع أعماله الصالحة ليأخذوا ثوابها في نظير غيبة واحدة فيه ما رضي بها فكيف حال من لا تحصي غيبته في الناس، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
روى أبو داود وغيره مرفوعا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " " لا تنزع الرحمة إلا من شقى " ".
وروى الحاكم وغيره: " " أن رجلا قال يا رسول الله إني لأرحم الشاة أن أذبحها فقال له: إن رحمتها رحمك الله " ".
يعني إذا ذبحتها فاذبحها وأنت راحم لها، وليس المراد أن يترك ذبحها أصلا.
وروى أبو داود وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة فاركبوها صالحة واذبحوها صالحة " ".
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " أن رجلا دنا من بئر فنزل وشرب منها وعلى البئر كلب يلهث، فرحمه فنزع أحد خفيه فسقاه فشكر الله له ذلك فأدخله الجنة " ".
وروى مسلم وأبو داود وغيرهما مرفوعا: " " من لطم مملوكا له أو ضربه فكفارته أن يعتقه " ".
وروى الطبراني وغيره مرفوعا ورواته ثقات:
" " من ضرب مملوكا ظلما اقتص منه يوم القيامة " ".