إذا أكل وشبع جاعت جوارحه فلا تشبع إلا إن وقعت في المعاصي المشاكلة لذلك الأكل في الحل والحرمة خفة وثقلا.
وقد سمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: إذا كان الأكل حراما نشأ منه أعمال حرام، وإذا كان خلاف الأولى نشأ منه ارتكاب خلاف الأولى، ومن قال إن الأعمال تنشأ على غير مشاكلة الأكل فليس عنده تحقيق.
وكان إبراهيم بن أدهم رضي الله عنه يقول أطب مطعمك ولا عليك أن لا تصوم النهار ولا تقوم الليل.
وكان سيدي إبراهيم المتبولي يقول: إياكم والأكل من الشبهات فإنها تؤثر في قلب العبد ولو كان من أكابر الأولياء.
ومن مفاسد الأكل الكثير أيضا ثقل الأعضاء عن القيام بالطاعات في الليل والنهار، فاعلم أن من نوع الأطعمة في بيته في هذه الأيام وبالغ في التوسعة على عياله فلا بد أن يندم عن قريب وتدور عليه الدوائر:
والله عليم حكيم.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " المسلم يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء " ".
وفي رواية للبخاري أن رجلا كان يأكل أكلا كثيرا فأسلم فكان يأكل أكلا قليلا فذكر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
إن المسلم يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء.
وفي رواية لمسلم: أضاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ضيفا كافرا فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشرب حلابها حتى شرب حلاب سبع شياه ثم إنه أصبح فأسلم، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فشرب حلابها ثم بأخرى فلم يتمها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " " إن المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء " ".
وروى الترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه مرفوعا: