أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن الجنة حق. وأن النار حق، وأن الصراط حق، وأن الميزان حق:
* (وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور) *.
اللهم إني وهذا اليوم أو هذه الليلة خلقان من خلقك فلا تبتلني فيه أو فيها إلا بالتي هي أحسن، ولا تزين لي فيه أو فيها جراءة على محارمك ولا ارتكابا لمعصيتك، ولا استخفافا بحق ما افترضته علي، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها:
* (إن ربي على صراط مستقيم) *.
اللهم إني أعوذ بك في هذا اليوم من الزيغ والزلل، ومن البلاء والبلوى، ومن شر شماتة الأعداء، ومن الظلم ومن دعوة المظلوم، ومن شر كتاب قد سبق. اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همي ولا مبلغ علمي ولا مصيبتي في ديني ولا تسلط علي بذنوبي من لا يرحمني، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وقد تقدم في الحديث أن الملائكة تتأذى بما يتأذى به بنو آدم ومما يتأذى منه بنو آدم رؤيتهم العورات وشمهم القاذورات فلا ينبغي لمؤمن أن يكشف عورته خاليا حياء من الله ومن الملائكة.
وقد كان أبو يزيد البسطامي إذا أراد أن يدخل الخلاء يبسط رداءه ويقول للملكين اجلسا أكرمكم الله حتى أقضي حاجتي.
وكان الإمام البخاري يقلل أكله حتى انتهى إلى الاكتفاء في اليوم بثمرة أو لوزة، فقيل له في ذلك فقال: حياء من الملكين حتى لا يكثر ترددي إلى الخلاء ويشمون من أجلي الرائحة الكريهة، وكذلك أدركت سيدي محمد بن عنان وسيدي تاج الدين الذاكر يفعلان ذلك.
وأخبرني الشيخ عبد الباسط خادم الشيخ تاج الدين أنه قلل الأكل حتى صار يدخل الخلاء كل أسبوع مرة وجميع وضوئه في الأسبوع لكل صلاة كان تجديدا لا عن حدث، فرحمة الله على أهل الأدب.
روى أبو داود والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن حبان في صحيحه مرفوعا: