واعلم يا أخي أن هذا الأمر لا يكون بالتفعل وإنما هو امر يلقيه الله تعالى في قلب عبده المؤمن فيملؤه تعظيما.
فاسلك يا أخي على يد شيخ حتى تعرف عظمة الله ثم بعد ذلك ارق نفسك وغيرك باسمه تعالى وإلا فلا يزول المرض برقياك بأسماء الله تعالى من حيث نسبة الأمر إليك، وإلا فقد يكون الإنسان مجاب الدعوة ويكون في مدة المرض بقية فلا يجاب فما أثرت الرقي وعجلت الشفاء إلا في حق من انتهت مدة مرضه فافهم، كما أن العقاقير كذلك ما أثرت في عبد حصول الشفاء إلا إذا انتهت مدة المرض ولذلك يستعمل تلك العقاقير أو الرقى شخص فلا يحصل له بها شفاء وذلك لكون مدة المرض ما انتهت، ثم يجئ إنسان انتهت مدة مرضه فيستعملها فيبرأ فيقول ما رأيت أسرع في شفاء المرض الفلاني من استعمال الشئ الفلاني، وإنما السر فيه ما ذكرنا من انتهاء مدة المرض فكانت الرقى والعقاقير مخففة للمرض لا غير إما بالخاصية وإما بغير ذلك.
وكان سيدي الشيخ عبد القادر الدشطوطي رحمه الله يقول: لا تطلبوا التداوي بالحكيم إلا بعد أن لا يحصل لكم الشفاء بالرقية وتعدمون الصبر، وهناك تحتاجون للطبيب ضرورة لكن بشرط أن يكون من المسلمين، لأن للحكيم مدخلا في الشفاء بتوجهه إلى الله تعالى في شفاء من يداويه، ولا هكذا اليهود والنصاري فإنه عدو لله تعالى ولا يصلح أن يكون شافعا لنا عنده تعالى.
وهذا الأمر قد كثر في الناس حتى العلماء والصالحين فصاروا يستعملون اليهود في التداوي مع أنهم يقولون لا يجوز لمسلم التيمم بقول حكيم كافر له لا تستعمل الماء يزد مرضك، ولو أنه تيمم بقوله فصلاته باطلة، ولم يزالوا يقررون في دروسهم للعلم أنه لا يجوز لمسلم العمل بقول كافر فكيف يليق بعاقل أن يجعل واسطته في الشفاء بينه وبين الله تعالى شخصا قد غضب الله عليه إما عاجلا وإما آجلا بالنظر للخاتمة؟؟
فإياك يا أخي والتداوي باليهود فإنه نقض للعهود.
* (فإن الله يهدي من يشاء ومن يهدي من يشاء) *.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: في التداوي بالمشركين دسيسة في الدين ولا يتنبه لها المريض وهي أنه إذا حصل له الشفاء بما وصفه له موافقة قدر، يصير يميل