اسم الله عز وجل على موضع المرض والوجع، ولا ندعو طبيبا إلا إذا لم يزل المرض بذكر اسم الله تعالى، والعلة في عدم زوال المرض بذكر اسم الله ضعف عقيدة المسمى لله عز وجل، فلو قوى يقينه لاهتز الجبل العظيم عند ذكره اسم الله تعالى، كما وقع للفضيل بن عياض وسفيان الثوري حين طلعا جبل ثور. وقال الفضيل: إن من طاعة الله لعبده إذا أطاعة أن لو قال لهذا الجبل تحرك لتحرك الجبل، فتحرك الجبل فقال له الفضيل أسكن لم أرد تحريكك إنما ضربتك مثلا.
وكان شيخي الشيخ أمين الدين إمام جامع الغمري بمصر المحروسة إذا أقسم على شئ أن يتحرك تحرك.
ورأيته مرة قال للوح كان بعيدا عنه نحو ثلاثة أذرع أقسمت عليك بالله أن لا جئت فزحف اللوح وأنا أنظره حتى جاء إلى الشيخ.
فيحتاج من يريد العمل بهذا العهد إلى شيخ يسلك به حضرات التعظيم لله عز وجل لتنفعل الأشياء له بذكر اسم الله تعالى فإن الله عز وجل يعامل العبد بقدر ما عنده من تعظيمه.
وقد قال رجل لذي النون المصري يا سيدي علمني اسم الله العظيم، فقال له موبخا أرني اسمه الأصغر حتى أعلمك الأكبر ثم قال للسائل: اعلم يا أخي أن أسماء الله كلها عظيمة فاصدق واطلب بها ما شئت يحصل.
وقد كان شخص من أولياء الله تعالى يبصق على اليد المقطوعة فيلصقها فلصق يد إنسان فقال بالله عليك تعلمني ذلك فقال أقول بسم الله فقال ليس هذا هو فوقعت يده.
وقد كان معروف الكرخي يقول لأصحابه: إذا كان لكم إلى الله حاجة فأقسموا عليه بي ولا تقسموا عليه به تعالى، فقيل له في ذلك فقال هؤلاء لا يعرفون الله تعالى فلا يجيبهم ولو أنهم عرفوه لأجابهم.
وكذلك وقع لسيدي محمد الحنفي الشاذلي رحمه الله أنه كان يعدي من مصر إلى الروضة ماشيا على الماء هو وجماعته، فكان يقول لهم قولوا يا حنفي وامشوا خلفي وإياكم أن تقولوا يا الله تغرقوا، فخالف شخص منهم وقال يا الله فزلقت رجله فنزل إلى لحيته في الماء، فالتفت إليه الشيخ وقال: يا ولدي إنك لا تعرف الله حتى تمشي باسمه تعالى على الماء فاصبر معي حتى أعرفك بعظمة الله تعالى ثم أسقط الوسائط.