أو يرى أنه كافأه صورة لا حقيقة فله ذلك، لكن في طلب الثواب دقيقة وهو أنه تعالى شرط في كونه لا يضيع أجر عبده أن يحسن عمله. وأي عبد يدعي أنه أحسن عمله حتى يطلب الثواب فهضم العبد نفسه بين يدي الله عز وجل واجب. وجواب هذه المسألة من علوم الأسرار لا يسطر في كتاب.
وقد رأيت جماعة من الفقراء لا يعودون مريضا إلا إن عرفوا من أنفسهم أن الله تعالى يجيبهم في تخفيف ذلك المرض عن المريض أو في نقله عنه إليهم، أو إلى تماسيح البحر والوحوش المؤذية وإلا دعوا له في أماكنهم من غير ذهاب إليه، ويقولون دليلنا في ذلك حديث:
مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له جميع الجسد بالحمى والسهر.
ونحن لا قدرة لنا على المشاركة في البلاء ولا نقل المرض أو تخفيفه عنه فإن أقدرنا الله تعالى عليه حضرنا عنده ومثل هؤلاء يسلم لهم حالهم والعمل بالسنة المحمدية على الوجه المتعارف بين الناس أولى لأن منازع هؤلاء خفية وربما كسروا خاطر من لم يعوده أو أدخلوا عليه هما أو حزنا بعدم عيادتهم له ويقول لو علموا أنني أعيش أتوني وعادوني وفي الحضور عند المريض من غير شرط العمل بحديث: إذا دخلتم على مريض فنفسوا له في الأجل فإنه أطيب لنفسه. فطلب الشارع صلى الله عليه وسلم الحضور عند المريض من غير شرط وأمرنا بالتنفيس عنه كقولنا له: أنت طيب بخير وعافية لا تخف، ولكن لا تغفل عن التوبة والاستغفار فإن الله تعالى يقبل توبتك الآن لضعف الداعية إلى فعل ذلك الشئ الذي تتوب عنه. والقاعدة عند أهل الشريعة أن الميسور لا يسقط بالمعسور فعلى ما شرطه هؤلاء الأشياخ بتقدير تحمل المرض وتخفيفه إذ تعسر التحمل لا يسقط الحضور، كما قالوا إذا لم يحفظ شيئا من القرآن يقف بمقدار ما كان يقرأ.
وسمعت سيدي عليا الخواص رحمه الله يقول: لا ينبغي لمن يعود مريضا أن يكون متلطخا بذنب من الذنوب الظاهرة والباطنة، فإن دعاء العصاة محجوب عن حضرة الإجابة، بل الذي ينبغي أن يكون على طهارة ظاهرة وباطنة.
فعد يا أخي إخوانك امتثالا لأمر الشارع ولا تطلب منهم أن يكافئوك إذا مرضت