قال الحليمي: وتصفيد الشياطين في شهر رمضان يحتمل أن يكون المراد به أيامه خاصة، وأراد الشياطين الذين يسترقون السمع، ألا تراه قال مردة الشياطين لأن شهر رمضان كان وقتا لنزول الرحمة والقرآن إلى السماء الدنيا، وكانت الحراسة قد وقعت بالشهب كما قال تعالى:
* (وحفظناها من كل شيطان رجيم إلا من استرق السمع) *.
فزيد التصفيد في شهر رمضان مبالغة في الحفظ. والله تعالى أعلم.
قال: ويحتمل أن المراد أيامه ولياليه ويكون المعنى أن الشياطين لا يخلصون فيه إلى إفساد الناس كما يخلصون في غيره لاشتغال المسلمين بالصيام الذي فيه قمع الشهوات بقراءة القرآن وغيره من سائر العبادات.
وروى ابن ماجة بإسناد حسن مرفوعا:
" " إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم " ".
وروى أبو الشيخ والبيهقي بإسناد فيه ضعف مرفوعا:
" " يقول الله عز وجل كل ليلة من ليالي رمضان: ينادي من السماء ثلاث مرات: هل من سائل فأعطيه سؤله، هل من تائب فأتوب عليه، هل من مستغفر فأغفر له " ".
وروى البزار وغيره مرفوعا: " " إن لله تبارك وتعالى في كل يوم وليلة في رمضان دعوة مستجابة " ".
وروى البيهقي وقال الحافظ المنذري حديث حسن مرفوعا:
" " ينادي مناد من السماء كل ليلة يعني من شهر رمضان إلى انفجار الفجر، يا باغي الخير تمم وأبشر، ويا باغي الشر أقصر وأبصر، هل من مستغفر فيغفر له، هل من تائب يتاب عليه، هل من داع يستجاب له، هل من سائل يعطى سؤله " ".
وروى النسائي مرفوعا: " " إن الله تعالى فرض عليكم صيام رمضان، وسننت