كبيرة وسجادة وعذبة ومرقعة وشفاعات عند الحكام وغير ذلك، وليس له في الرجولية نصيب قال تعالى:
* (الرجال قوامون على النساء) *.
واعلم أن طلب التلذذ بخطاب الله تعالى كما ذكرنا محمود بالنسبة لمن هو تحته في المقام، وإلا فلله تعالى رجال يتوبون من التلذذ بخطاب الله تعالى إلا على وجه الشكر لا غير فإن من كان الباعث له التلذذ بخطاب الله تعالى فهو عبد لذته لا يكون عبد الله تعالى.
وقد أخبرني أخي أفضل الدين رحمه الله أنه كان يقوم الليل مدة كذا وكذا سنة وهو لا يشعر به أحد، قال: فكنت أظن بنفسي الإخلاص في ذلك، فسمعت هاتفا يقول:
إنما تقوم الليل للذة التي تجدها حال مناجاتك، ولولا هي ما قمت للحق بواجب عبوديته، قال: فاستغفرت الله تعالى وتجردت من تلك اللذة وعلمت أن تلك اللذة تجرح في إخلاصي فالحمد لله رب العالمين.
فاعلم أنه لا يقدح في شيخ الزاوية أن يكون تاجرا ولا زراعا بل ذلك أكمل له.
وإياك يا أخي أن تنكر على فقير الكسب والتجارة والزراعة أو معاملة الناس أواخر عمره وتقول فلان كان من الصالحين أول عمره وقد ختم عمره بمحبة الدنيا وشهواتها، بعد أن كان زاهدا فيها وفي أهلها، فربما يكون مشهد ذلك الفقير ما قلناه أو غير ذلك من النيات الصالحة، فإن زهد الكمل ليس هو بخلو اليدين من الدنيا، وإنما هو بخلو القلب، ولا يتحقق لهم كمال المقام إلا بزهدهم فيما بأيديهم وتحت تصريفهم من غير حائل يحول بينهم وبين كنزه.
وأما زهدهم مع خلو اليد، فربما يكون لعلة الفقر.
وقد قالوا: من شرط الداعي إلى الله تعالى أن لا يكون متجردا عن الدنيا بالكلية، بأن تخلو يده منها وذلك لأنه يحتاج ضرورة إلى سؤال الناس إما بالحال وإما بالمقال، وإذا احتاج إلى الناس هان عليهم وقل نفعهم به بخلاف ما إذا كان ذا مال يعطي منه المحتاجين من مريده وغيرهم، فإن فقد الحال الذي يميل به قلوب المريدين إليه كان معه المال يميلهم إليه به، ومن لا حال له ولا مال لا ينفعه المقال، وفي الحديث:
عز المؤمن استغناؤه عن الناس، وشرفه في قيام الليل.
وممن جاهد نفسه بالتجرد عن الدنيا زمانا طويلا ثم مسك الدنيا من أشياخ العصر وتاجر فيها الشيخ عبد الرحيم البيروتي والشيخ علي الكازروني نفعنا الله ببركاتهما، فأساء