فلا ينبغي ترجيح مقتضى الكراهة على مقتضى المحبة. قال النووي: ضبط بعضهم قوله استمتعت بها على عوج بفتح العين وضبطه بعضهم بكسرها ولعل الفتح أكثر، وضبطه ابن عساكر وآخرون بالكسر قال: وهو الأرجح، ثم ذكر كلام أهل اللغة في تفسير معنى المكسور والمفتوح وهو معروف، وقد صرح صاحب المطالع بأن أهل اللغة يقولون في الشخص المرئي عوج بالفتح، وفيما ليس بمرئي كالرأي، والكلام عوج بالكسر، قال: وانفرد أبو عمرو الشيباني فقال: كلاهما بالكسر ومصدرهما بالفتح وكسرها طلاقها. وقد حقق صاحب الكشاف الكلام في ذلك في تفسير قوله تعالى: * (لا ترى فيها عوجا ولا أمتا) *.
وعن عائشة قالت: كنت ألعب بالبنات عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بيته وهن اللعب، وكان لي صواحب يلعبن معي، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا دخل ينقمعن منه فيسر بهن إلي فيلعبن معي متفق عليه.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم رواه أحمد والترمذي وصححه.
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي رواه الترمذي وصححه.
قوله بالبنات قال في القاموس: والبنات التماثيل الصغار يلعب بها انتهى. قوله:
اللعب بضم اللام جمع لعبة، قال في القاموس: واللعبة بالضم التمثال، وما يلعب به كالشطرنج ونحوه والأحمق يسخر به. قوله: ينقمعن قال في القاموس: القمع دخل البيت مستخفيا. (وفي هذا الحديث) دليل على أنه يجوز تمكين الصغار من اللعب بالتماثيل، وقد روي عن مالك أنه كره للرجل أن يشتري لبنته ذلك. وقال القاضي عياض: إن اللعب بالبنات للبنات الصغار رخصة. وحكى النووي عن بعض العلماء أن إباحة اللعب لهن بالبنات منسوخة بالأحاديث الواردة في تحريم التصوير ووجوب تغييره. قوله: فيسر بهن بضم حرف المضارعة وفتح السين المهملة وكسر الراء المشددة بعدها موحدة والتسرب الدخول. قال في القاموس: وانسرب في جحره وتسرب دخل، والمراد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يدخل البنات إلى عائشة ليلعبن معها. قوله: أكمل المؤمنين الخ، فيه دليل على أن من ثبت له مزية حسن