باب الحمى لدواب بيت المال عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمى النقيع للخيل خيل المسلمين رواه أحمد. والنقيع بالنون موضع معروف. وعن الصعب بن جثامة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمى النقيع وقال: لا حمى إلا لله ولرسوله رواه أحمد وأبو داود، وللبخاري منه: لا حمى إلا لله ولرسوله وقال: بلغنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمى النقيع، وأن عمر حمى شرف والربذة. وعن أسلم مولى عمر أن عمر استعمل مولى له يدعى هنيا على الحمى فقال: يا هني أضمم جناحك على المسلمين واتق دعوة المظلوم فإن دعوة المظلوم مستجابة، وأدخل رب الصريمة ورب الغنيمة وإياي، ونعم ابن عوف ونعم ابن عفان، فإنهما إن تهلك ماشيتهما يرجعان إلى نخل وزرع، ورب الصريمة ورب الغنيمة إن تهلك ماشيتهما يأتيني ببنيه يقول: يا أمير المؤمنين أفتاركهم أنا لا أبالك؟ فالماء والكلأ أيسر علي من الذهب والورق، وأيم الله إنهم ليرون إني قد ظلمتهم، إنها لبلادهم قاتلوا عليها في الجاهلية وأسلموا عليها في الاسلام والذي نفسي بيده لولا المال الذي أحمل عليه في سبيل الله ما حميت عليهم من بلادهم شيئا رواه البخاري.
حديث ابن عمر أخرجه أيضا ابن حبان، وحديث الصعب أخرجه أيضا الحاكم. قال البيهقي: إن قوله حمى النقيع من قول الزهري، وروى الحديث النسائي فذكر الموصول فقط أعني قوله: لا حمى إلا لله ولرسوله ويؤيد ما قاله البيهقي أن أبا داود أخرجه من حديث ابن وهب عن يونس عن الزهري فذكره، وقال في آخره: قال ابن شهاب:
وبلغني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمى النقيع، وقد وهم الحاكم فزعم أن حديث لا حمى إلا لله متفق عليه وهو من إفراد البخاري، وتبع الحاكم في وهمه أبو الفتح القشيري في الالمام وابن الرفعة في المطلب. وأثر عمر أخرجه أيضا الشافعي عن الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه مثله. وأخرجه عبد الرزاق عن معمر عن الزهري مرسلا. قوله: حمى النقيع أصل الحمى عند العرب أن الرئيس منهم كان إذا نزل منزلا مخصبا استعوى كلبا على مكان عال، فإلى حيث انتهى صوته حماه