باب ما يذكر في رد المنكوحة بالعيب عن جميل بن زيد قال: حدثني شيخ من الأنصار ذكر أنه كانت له صحبة يقال له كعب بن زيد أو زيد بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تزوج امرأة من بني غفار، فلما دخل عليها فوضع ثوبه فقعد على الفراش أبصر بكشحها بياضا فانحاز عن الفراش ثم قال: خذي عليك ثيابك، ولم يأخذ مما آتاها شيئا رواه أحمد ورواه سعيد في سننه. وقال عن زيد بن كعب بن عجرة ولم يشك. وعن عمر أنه قال: أيما امرأة غر بها رجل بها جنون أو جزام أو برص فلها مهرها بما أصاب منها، وصداق الرجل على من غره رواه مالك في الموطأ والدارقطني. وفي لفظ:
قضى عمر في البرصاء والجذماء والمجنونة إذا دخل بها فرق بينهما والصداق لها بمسيسه إياها وهو له على وليها رواه الدارقطني.
حديث كعب بن زيد أو زيد بن كعب قد اختلف فيه، فقيل هكذا، وقيل: إنه من حديث كعب بن عجرة، وقيل: من حديث ابن عمر، وقد أخرجه أيضا من حديث كعب بن زيد أو زيد بن كعب بن عدي والبيهقي، ومن حديث كعب بن عجرة الحاكم في المستدرك. ومن حديث ابن عمر أبو نعيم في الطب والبيهقي. وجميل بن زيد المذكور هو ضعيف وقد اضطرب في هذا الحديث. وأثر عمر أخرجه أيضا سعيد بن منصور عن هشيم عن يحيى بن سعيد عن ابن المسيب عنه، ورواه الشافعي من طريق مالك، وابن أبي شيبة عن أبي إدريس عن يحيى، قال الحافظ في بلوغ المرام: ورجاله ثقات.
(وفي الباب) عن علي أخرجه سعيد بن منصور. قوله: امرأة من بني غفار قيل: اسمها الغالية، وقيل:
أسماء بنت النعمان، قاله الحاكم يعني الجونية. وقال الحافظ: الحق أنها غيرها. (وقد استدل) بحديثي الباب على أن البرص والجنون والجذام عيوب يفسخ بها النكاح، ولكن حديث كعب ليس بصريح في الفسخ لأن قوله: خذي عليك ثيابك وفي رواية: الحقي بأهلك يمكن أن يكون كناية طلاق. وقد ذهب جمهور أهل العلم من الصحابة فمن بعدهم إلى أنه يفسخ النكاح بالعيوب، وإن اختلفوا في تفاصيل ذلك وفي تعيين العيوب التي يفسخ بها النكاح. وقد روي عن علي وعمر وابن عباس