ومما يدل علي ثبوت صحبتها ما أخرجه أبو داود وابن ماجة من حديثها: قالت: طاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم على بعير يستلم الحجر بمحجن وأنا أنظر إليه. قال المزي:
هذا يضعف قول من أنكر أن يكون لها رؤية فإن إسناده حسن، فيحتمل أن يكون مراد من أطلق أنه مرسل يعني من مراسيل الصحابة، لأنها ما حضرت قصة زواج المرأة المذكورة في الحديث، لأنها كانت بمكة طفلة أو لم تولد بعد، والتزوج كان بالمدينة.
قوله: على بعض نسائه قال الحافظ: لم أقف على تعيين اسمها صريحا، وأقرب ما يفسر به أم سلمة فقد أخرج ابن سعد عن شيخه الواقدي بسنده إلى أم سلمة قالت: لما خطبني النبي صلى الله عليه وآله وسلم فذكر قصة تزويجه قالت: فأدخلني بيت زينب بنت خزيمة فإذا جرة فيها شئ من شعير فأخذته فطحنته ثم عصدته في البرمة وأخذت شيئا من إهالة فأدمته، فكان ذلك طعام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وأخرج ابن سعد أيضا بإسناد صحيح إلى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحرث أن أم سلمة أخبرته فذكرت قصة خطبتها وتزويجها وقصة الشعير. قوله: يبني بصفية أصله يبني خباء جديدا مع صفية أو بسببها، ثم استعمل البناء في الدخول بالزوجة، يقال:
بنى الرجل بالمرأة أي دخل بها. (وفيه دليل) على أنها تؤثر المرأة الجديدة ولو في السفر. قوله: التمر والأقط والسمن هذه الأمور الثلاثة إذا خلط بعضها ببعض سميت حيسا. قوله: بالأنطاع جمع نطع بفتح النون وكسرها مع فتح الطاء وإسكانها أفصحهن كسر النون مع فتح الطاء، والأقط بفتح الهمزة وكسر القاف وقد تسكن بعدها طاء مهملة وقد تقدم تفسيره في الفطرة، وفي هذه القصة دليل على اختصاص الحجاب بالحرائر من زوجاته صلى الله عليه وآله وسلم لجعل الصحابة رضي الله عنهم الحجاب أمارة كونها حرة.
باب إجابة الداعي عن أبي هريرة قال: شر الطعام طعام الوليمة تدعى لها الأغنياء وتترك الفقراء، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله متفق عليه. وفي رواية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شر الطعام طعام الوليمة يمنعها من يأتيها ويدعى إليها من يأباها، ومن لم يجب الدعوة فقد عصى الله ورسوله