تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولامة سوداء ذات دين أفضل. ولهذا قيل: إن معنى حديث الباب الاخبار منه صلى الله عليه وآله وسلم بما يفعله الناس في العادة، فإنهم يقصدون هذه الخصال الأربع، وآخرها عندهم ذات الدين، فاظفر أيها المسترشد بذات الدين. قوله: تربت يداك أي لصقت بالتراب وهي كناية عن الفقر. قال الحافظ: وهو خبر بمعنى الدعاء لكن لا يراد به حقيقته، وبهذا جزم صاحب العمدة، وزاد غيره: أن صدور ذلك من النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق مسلم لا يستجاب لشرطه ذلك على ربه. وحكى ابن العربي أن المعنى استغنت، ورد بأن المعروف أترب إذا استغنى وترب إذا افتقر. وقيل معناه ضعف عقلك.
وقيل افتقرت من العلم. وقيل فيه شرط مقدر أي وقع لك ذلك إن لم تفعل ورجحه ابن العربي. وقيل معنى تربت خابت. قال القرطبي: معنى الحديث أن هذه الخصال الأربع هي التي يرغب في نكاح المرأة لأجلها، فهو خبر عما في الوجود من ذلك لا لأنه وقع الامر به، بل ظاهره إباحة النكاح لقصد كل من ذلك، قال: ولا يظن من هذا الحديث أن هذه الأربع يؤخذ منها الكفاءة أي تنحصر فيها، فإن ذلك لم يقل به أحد فيما علمت، وإن كانوا اختلفوا في الكفاءة ما هي، وسيأتي الكلام على الكفاءة.
باب خطبة المجبرة إلى وليها والرشيدة إلى نفسها عن عراك عن عروة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم خطب عائشة إلى أبي بكر فقال له أبو بكر: إنما أنا أخوك، فقال: أنت أخي في دين الله وكتابه وهي لي حلال رواه البخاري هكذا مرسلا. وعن أم سلمة قالت: لما مات أبو سلمة أرسل إلي النبي صلى الله عليه وآله وسلم حاطب بن أبي بلتعة يخطبني له، فقلت له:
إن لي بنتا وأنا غيور، فقال: أما ابنتها فتدعو الله أن يغنيها عنها، وأدعو الله أن يذهب بالغيرة مختصر من مسلم.
الحديث الأول فيه دليل على أن خطبة المرأة الصغيرة البكر تكون إلى وليها، قال ابن بطال: وفيه أن النهي عن إنكاح البكر حتى تستأمر مخصوص بالبالغة التي