ويستر العورة (1) وفرض عليه مع ذلك أن يطعمه مما يأكل ولو لقمة وأن يكسوه مما يلبس ولو في العيد ويجبر السيد على ذلك فان أبى أو أعسر بيع من ماله ما ينفق به على من ذكرنا في الا باية واما في العسر فيباع عليه العبد والأمة ان لم يكن بأيديهما عمل يكون له أجرة يقوم منها مؤونته فإنه يؤاجر حينئذ ولا يباع ولا تعتق أم الولد من عدم النفقة لكن يجبر كما قلنا إن كان له مال فإن لم يكن له مال كلفت ما يكلف فقراء المسلمين * برهان ذلك ما رويناه من طريق مسلم نا محمد بن المثنى نا محمد بن جعفر نا شعبة عن واصل الأحدب عن المعرور بن سويد أن أبا ذر اخبره " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم قال اخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فان كلفتموهم فأعينوهم عليه " * ومن طريق مسلم نا هارون بن معروف نا حاتم بن إسماعيل عن يعقوب بن مجاهد أبى حزرة القاص عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت أن أبا اليسر قال له: انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في الرقيق: " أطعموهم مما تأكلون والبسوهم (2) مما تلبسون قال:
أبو اليسر: فكان ان أعطيته من متاع الدنيا أهون على من أن يأخذ من حسناتي يوم القيامة " فهذا أبو اليسر يرى هذا الامر فرضا * ومن طريق مسلم حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح أرنا ابن وهب أرنا عمرو بن الحارث أن بكير بن الأشج حدثه عن العجلان مولى فاطمة عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: " للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل الا ما يطيق " * ومن طريق البخاري نا حفص بن عمر - هو الحوضي - نا شعبة عن محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول عن النبي صلى الله عليه وسلم: يقول " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فليواكله أكلة أو أكلتين أو لقمة أو لقمتين فإنه ولى حره وعلاجه " * قال أبو محمد هذه الأحاديث تجمع ما قلنا، وقد صح نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المثلة، واما قولنا: انه ان غاب أو أبى بيع عليه من ماله فلقول الله عز وجل:
(كونوا قوامين بالقسط) وكل من لزمت المسلم نفقته فقد وجب له حق في ماله ففرض علينا ايصاله إليه وتوفيته إياه فإذا لم يقدر على ذلك الا ببيع عرض أو عقار بيع ذلك لقول الله عز وجل: (وأحل الله البيع): فمن لم يبع من مال من عليه حق ما يوصله به العبد أو غيره إلى حقه فقد عصى الله تعالى في قوله عز وجل: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) ومن أبر البر ايفاء ذي الحق