لكنها مع مخالفتها لفتوى الأصحاب وإعراضهم عن ظاهرها مخالفة للأخبار الكثيرة الدالة على أن المذكورات ذكية معللا في الصوف بعدم الروح فيه، وهي أظهر في مفادها من تلك الموثقة، فتحمل على الاستحباب أو غسل موضع الملاقاة رطبا، ومنه يظهر الكلام في صحيحة الحلبي (1) الظاهر في اشتراط الذكاة في السن الذي يضع مكان سنه.
ثم إنه قد يترائى منافاة في الروايات الواردة في استثناء المذكورات ففي رواية يونس عنهم عليهم السلام قالوا: " خمسة أشياء ذكية مما فيه منافع الخلق: الإنفحة والبيض والصوف والشعر والوبر " الخ (2) والظاهر منها انحصار الاستثناء بها وإن قلنا بعدم مفهوم العدد في غير المقام (3) وأيضا تشعر بأن الاستثناء لأجل منفعة الخلق وإن كان فيها