والمقصود بالمجد هو مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي صاحب (القاموس المحيط) المتوفى سنة 817 ه. أما ابن جبير فهو أبو الحسين محمد بن أحمد بن جبير الكناني الأندلسي البلنسي السائح الرحال المتوفى سنة 614 ه فقد قال في كتابه المعروف ب (رحلة ابن جبير) فيما يتعلق بذكر المشاهد المكرمة التي في بقيع الغرقد وصفح جبل أحد ما يلي:
(ويلي هذه القبة العباسية بيت ينسب لفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه (وآله) وسلم، ويعرف ببيت الحزن، يقال إنه الذي أوت إليه والتزمت فيه الحزن على موت أبيها المصطفى صلى الله عليه (وآله) وسلم) (1).
وعلى هذا، فالأساس لبيت الأحزان أو بيت الحزن هو ما وصل إلينا من رواية صاحب البحار وما وصل من شهادة المؤرخين من غير الشيعة على وجود هذا البيت قبل قرون في آثار المدينة المنورة. وقد يكون هذا الأثر التاريخي بهذا الاسم أقوى عند الباحثين من الفقهاء والمؤرخين من بعض الروايات لأنه دليل مادي ملموس أقامه المسلمون المحبون لأهل البيت عليهم السلام على مرأى ومسمع من الجميع...
فأين هي (الروايات الكثيرة)؟! وأين هو الاختلاف في مضامينها؟!!
ولعمري إذا كان الاستدلال على هذا النحو وبهذه الكيفية، فلماذا الاجتهاد والتخصص، ولماذا بذل العمر ومكابدة الصعاب في التحصيل والدراسة؟
وفي ختام هذا الباب وتمهيدا للباب الآتي أنقل قصيدة لآية الله الصدر تتعرض لبعض ما جرى على الزهراء عليها السلام من مصائب وآلام ومحن، وما صاحب ذلك من أحزانها وبكائها. قال (قدس سره):
يا خليلي احبسا الجرد المهارا * وابكيا دارا عليها الدهر جارا وربوعا أقفرت من أهلها * وغدت بعدهم قفرا برارا حكم الدهر على تلك الربى * فانمحت والدهر لا يرعى ذمارا كيف يرجى السلم من دهر على * أهل بيت الوحي قد شن المغارا لم يخلف أحمد إلا ابنة * ولكم أوصى إلى القوم مرارا كابدت بعد أبيها المصطفى * غصصا لو مست الطود لمارا هل تراهم أدركوا من أحمد * بعده في آله الأطهار لثارا غصبوها حقها جهرا ومن * عجب أن تغصب الزهرا جهارا من لحاها إذ بكت والدها * قائلا فلتبك ليلا أو نهارا ويلهم ما ضرهم لو بكت * بضعة المختار أياما قصارا من سعى في ظلمها؟ ومن راعها؟ * من على فاطمة الزهراء جارا؟