وخلاصة الامر إنه حديث في مجال إثارة التساؤلات التحليلية من أجل الوصول إلى الحق وليس موقفا حاسما، لأننا لا نملك عناصر الرفض قطعا، ولكننا نتحرك بالطريقة العلمية في تجربة الاثبات).
وقال في جوابه الثاني: (وإذا كنت قد تحدثت عن سقوط الجنين بأنه قد يكون في حالة طبيعية طارئة فإنني لم أكن آنذاك مطلعا على مصادره ولذلك أثرت المسألة على سبيل الاحتمال...)!
وقال في جوابه الثالث: (وأنا لم أدقق في الروايات التي تذكر أن أهل المدينة كانوا يضجون... حتى أن بعض الكلمات التي قرأتها ولا أدري مدى سندها ولكنها موجودة في تاريخ الزهراء أنها افتقدت بعض هذه الأوراق فقالت لخادمتها فضة: ابحثي عنها فإنها تعدل عندي حسنا وحسينا، فإذا صحت هذه الرواية...).
وقال في جوابه الرابع: (لذلك كنت أحاول دراسة الموضوع تاريخيا من جهة السند ومن جهة المتن ومن خلال بعض التحليلات التاريخية... ولكني عثرت في إجاباتي بعد ذلك على كثير من النصوص... إنني أعتقد أن علينا أن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت بطريقة عدوانية، ولا أتصور أن البحث العلمي في هذه الأمور يختلف عن البحث الأصولي والفقهي والكلامي ولا أتصور أن النتائج فيه أيا كانت مختلف عن النتائج هناك، فإذا كانت الغوغاء هي الأساس في تقويم الأمور فإن ذلك يمنع من كثير من الأبحاث التي تؤكد الحقائق، وإنني أدعو جميع إخواني من العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق لان ذلك هو سبيل الوصول إلى الصواب، وهو الطريقة المثلى لتأكيد تراثنا بالطريقة المثلى على أساس الحق والواقع...).
ويلاحظ على كلامه ما يلي:
أولا: من يكون في حالة البحث العلمي، فإن من المفروض واللازم عليه أن يقوم بالاطلاع الواسع والشامل على مصادر الموضوع وجوانبه قبل إبداء وجهة النظر، وهذا من أصول البحث المتفق عليها، أما التشكيك في حقيقة متعارفة من غير بحث وتحقيق مسبق فلا يمت للمنهج العلمي بصلة، وما فاعله إلا (مفوز علق شنا باليا).
ثانيا: من آداب الجواب الواردة في الروايات أن يقوم غير العالم بأمر: لا أعلم، أما التشكيك فهو يشكل موقفا، خصوصا عندما يكون الامر من المسائل المتسالم عليها عند الشيعة سواء كانت عقائدية أو تاريخية، ويتأكد هذا الموقف مع اعترافه بكون ما شكك فيه من المسائل المتسالم عليها ومن ضروريات المذهب، فقد قال في جوابه الثاني: (وقد رأيت أن كثيرا من علمائنا رووا هذه الروايات في كتبهم بحيث إنه إذا ناقض البعض في سندها فإن عمل العلماء مع الشهرة التي يتصل بالقضية إلى مستوى التسالم وضروريات المذهب قد يجبر هذا الضعف). فما هو وجه الارتباط بعد هذا بين التشكيك في المسائل المتسالم عليها وبين الدعوة إلى تحري الدقة والتحقيق في دراسة هذه المسائل؟!