جبرائيل لا نفس التحدث، مع أن العلامة المجلسي (رضي الله عنه) ذهب إلى أن المراد من شكت أي أخبرت.
7 - اكتفى بعدم وجود ما يدعو إلى الكذب في الوثوق بالخبر، فيكون هذا المبنى حجة عليه في نفس روايات مصحف فاطمة الأخرى الضعيفة أو التي ادعى ضعفها، إذ كيف لم يأخذ بها وأخذ برواية حبيب الخثعمي وسليمان بن خالد الضعيفتين. كما أن هذا حجة عليه أيضا فيما سيأتي من مباحث شهادة الزور والاعتداء عليها حيث أنكر بعضها بحجة ضعف السند.
8 - حاول أن يصطنع التنافي والتعارض بين ما جاء في رواية أبي عبيدة التي تدل على أن محتوى مصحف فاطمة هو ما يكون في ذريتها وبين التوسعة المذكورة في رواية حماد بن عثمان التي تدل على أن في مصحفها علم ما يكون من الاحداث التاريخية كظهور الزنادقة سنة 128 ه، ويجاب عن هذا بالنقض أولا: بأنه قد ذهب إلى أن محتوى مصحف فاطمة هو مسائل الحلال والحرام ووصية فاطمة كما استظهره من روايتي الحسين بن أبي العلاء وسليمان بن خالد ولم يعتبر أن اقتصار الأولى على الحلال والحرام متعارضا مع توسعة الثانية وشمولها لوصيتها.
وثانيا: بالحل، فقد أجمع الأصوليون على أن التعارض بين الروايات فروع تكاذبها، والتكاذب إنما يحصل بين ما يدل على إثبات شئ وما يدل على نقيضه وهو النفي، ولا تعارض بين إثبات شئ وإثبات شئ آخر يضم إلى الأول كما هو الحال هنا. وتشبيها لهذا بمثال عرفي، فلو أخبر شخص أن العالم الفلاني في خطبته عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إنه أول من أسلم، وجاء ثان ليخبر أنه قال في خطبته إن الامام علي هو وصي رسول الله صلى الله عليه وآله فإن العرف لا يرى أن أحد القولين يكذب الاخر بل يفهم أن خطبة العالم تحتوي على كلا الامرين معا.
9 - ادعى أن الروايات متعارضة مع بعضها، فبعضها يدل على أن الامام علي عليه السلام هو الذي كتب مصحف فاطمة عليها السلام عما حدثه الملك عما يجري في ذريتها وعلم ما يكون كما في روايتي أبي عبيدة وحماد بن عثمان، والبعض الاخر يدل على أن في مصحف فاطمة عليها السلام الحلال والحرام ووصيتها كرواية الحسين بن أبي العلاء وحبيب الخثعمي وسليمان بن خالد، وكان لابد مع ذلك من ترجيح إحداهما على الأخرى كما هو عليه العمل في باب التعارض، فرجح رواية الحسين بن أبي العلاء الصحيحة مؤيدة برواية الخثعمي وسليمان على رواية أبي عبيدة وحماد الضعيفتين، وقد استظهر من رواية الحسين بن أبي العلاء أن مصحف فاطمة عليها السلام يحتوي على مسائل الحلال والحرام وكذلك استظهر من روايتي الخثعمي وسليمان، ولكن بما أن رواية ابن أبي العلاء لم تتعرض لكاتب مصحف فاطمة عليها السلام اكتفى بالتبادر المفهوم عند الاطلاق بأن الكاتب هو فاطمة عليها السلام.