2 - ضعف صحيحة أبي عبيدة التي تقول إن مصحف فاطمة عبارة عما كان يحدثها به جبرائيل حول ما سيكون من أخبار عن ذريتها، وإن الامام علي كان يكتب ذلك، بذريعة أن المراد به هو المدائني غير الموثق لا الحذاء الموثق، وقد بينا مدى وهن ذلك، وقلنا إن المدائني لم يرد له ذكر سوى في روايتين إحداهما باسم أبي عبيدة والأخرى باسم أبي عبيد، أما الحذاء فقد ورد ذكره في عشرات الروايات وقد أكثر علي بن رئاب الرواية عنه، فيحمل الراوي على الأغلب المعهود كما هو شأن في بقية الموارد المشابهة.
3 - ضعف صحيحة حماد بن عثمان التي تشارك صحيحة أبي عبيده في المضمون مع إضافة أمر زائد وهو عدم احتواء مصحف فاطمة عليها السلام لمسائل الحلال والحرام بحجة أن في سندها عمر بن عبد العزيز وقد قالوا عنه أنه مخلط يروي المناكير وقلنا أن التخليط ورواية المناكير ليست من موجبات الطعن في نفس الراوي إذا كان ثقة، وقد ذهب السيد الخوئي (قدس سره) إلى وثاقته لوروده في أسانيده تفسير علي بن إبراهيم القمي.
4 - استظهر إرادة مصحف فاطمة من قول الامام الصادق عليه السلام لعبد الله بن الحسن في رواية حبيب الخثعمي: (قرأت في كتاب أمك فاطمة)، مع أنه لا دليل على إرادتها إذ يمكن إرادة والدة عبد الله بن الحسن فاطمة بنت الحسين، كما أنه لا دليل على تطابق مصحف فاطمة مع كتاب فاطمة، فقد يكون كتاب فاطمة كتابا آخر، وعلى أقل تقدير فالرواية مجملة من هذه الناحية.
5 - استظهر من قول الامام الصادق عليه السلام في رواية سليمان بن خالد:
(وليخرجوا مصحف فاطمة فإن فيه وصية فاطمة) أن الضمير عائد إلى مصحف فاطمة، مع أن هناك إجمالا من هذا الجانب إذ يحتمل عوده إلى الجفر، وعندما ذكر الحديث مبتورا حاول أن يستظهر ما ذهب إليه، ومع ملاحظة روايات الجفر تطمئن النفس إلى أن الضمير عائد إلى الجفر لا لمصحف فاطمة، وعلى فرض عوده على مصحفها، فلا ضير من ذلك لما قلناه أن التوسعة في محتوى المصحف لا يتعارض مع الروايات التي تقتصر على بعض الأمور، فالتعارض يقع بين الاثبات والنفي لا الاثبات والاثبات.
6 - حاول التشكيك في مضمون خبر حماد بن عثمان من جهة أن الملك جاء ليدخل عليها السرور عما دخلها من الحزن بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله، والرواية تقول:
(فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين) مما يدل على أنها متضايقة من تحدث جبرائيل معها فيكون نقضا للغرض الذي جاء من أجله، ولكن هذه الشبهة باطلة، لأنها مبتنية على تفسير المقصود من اسم الإشارة (ذلك) بما أوله إليه، وسياق الحديث يخالف هذا فهو يدل على أن منشأ الشكوى هو عدم تدوين ما يحدثها به