الجواب: (... إن مصحف فاطمة ليس قرآنا ولا قريب من القرآن، وإنما فيه بعض الأحاديث التي روي أنها تتصل ببعض الأمور الغيبية التي كانت تحدث بها الزهراء من خلال ملك كان يأتيها قد يكون جبرائيل وقد يكون غ يره ولا يعني ذلك الرسولية، ولكن الله قد يرسل ملائكته ليحدثوا بعض أوليائه في مهمات خاصة كما حدث لمريم عليها السلام، وهناك حديث يقول بأن مصحف فاطمة إملاء رسول الله وبخط علي، وأنه إنما سمي بمصحف فاطمة لأنه كان موجودا عندها أو لأنها كانت تقرأ به وما إلى ذلك...، إن مصحف فاطمة كتاب موجود عند الأئمة عليهم السلام ككتاب علي عليه السلام وغيره، وقد اختلفت الروايات في مضمونه من حيث كونه حديثا عن المغيبات والاحكام الشرعية أو غير ذلك، لكنه ليس كتاب وحي بديلا أو عديلا للقرآن على كل حال).
السؤال 16 من الأسئلة الموجهة إلى سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي:
ما رأيكم بمقولة من يقول بأن الزهراء عليها السلام كانت أول مؤلفة وكاتبة في الاسلام. في إشارة إلى مصحف فاطمة... ثم أضاف يقول: كلمة المصحف يراد منها ما يكون مؤلفا من صحف يعني من أوراق... كانت تكتب فيه ما تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وآله من أحكام شرعية ومن وصايا ومواعظ ونصائح وهذا الكتاب ليس موجودا عندنا بل كان موجودا عند أئمة أهل البيت عليهم السلام...؟ علما أن العديد من الروايات المعتبرة في الكافي وبصائر الدرجات تشير إلى أن المصحف من إملاء الامام أمير المؤمنين عليه السلام ومن كلام ملك كان يتواصل مع الزهراء عليها السلام.
جواب الميرزا جواد التبريزي: (بسمه تعالى: المراد بمصحف فاطمة عليها السلام ما ورد في الروايات المعتبرة في الكافي إن ملكا من الملائكة كان ينزل على الزهراء عليها السلام بعد وفاة أبيها ويسليها ويحدثها بما يكون من الأمور، وكان علي عليه السلام يكتب ذلك الحديث فسمي ما كتب مصحف فاطمة عليها السلام، فهو ليس قرآنا كما توهم ولا كتابا مشتملا على الاحكام فإن هذا التوهم مخالف للنصوص، ولا غرابة في حديث الملائكة مع الزهراء عليها السلام فقد ذكر القرآن إن الملائكة حدثت مريم ابنة عمران (وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك)، ومن المعلوم أفضلية الزهراء على مريم ابنة عمران كما ورد في النصوص المعتبرة من أن مريم سيدة نساء عالمها وإن فاطمة عليها السلام سيدة نساء العالمين).
تعليق فضل الله في الجواب السادس: (هناك اختلاف في الروايات المتعلقة بمصحف فاطمة. فهناك رواية حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله إنه لما نظر في مصحف فاطمة، قال: وما مصحف فاطمة؟ قال: (إن الله تعالى لما قبض نبيه دخل على فاطمة من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلا الله عز وجل، فأرسل إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين فقال لها: إذا أحسست بذلك، وسمعت الصوت، قولي لي. فأعلمته بذلك، وجعل أمير المؤمنين يكتب كل ما سمع، حتى أثبت من ذلك مصحفا. قال: ثم قال: أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ولكن