يا موسى الزهد في الدنيا والورع عن المعاصي والبكاء من خشيتي. قال موسى يا رب فما لمن صنع ذا؟ فأوحى الله عز وجل إليه يا موسى أما الزاهدون في الدنيا ففي الجنة وأما البكاءون من خشيتي ففي الرفيع الأعلى لا يشاركهم أحد وأما الورعون عن المعاصي فإني أفتش الناس ولا أفتشهم ".
وعن علي بن أبي حمزة (1) قال: " قال أبو عبد الله (عليه السلام) لأبي بصير إن خفت أمرا يكون أو حاجة تريدها فابدأ بالله فمجده واثن عليه كما هو أهله وصل على النبي (صلى الله عليه وآله) واسأل حاجتك وتباك ولو مثل رأس الذباب، إن أبى كأن يقول إن أقرب ما يكون العبد من الرب وهو ساجد باك ".
(السابع) - تعمد الأكل والشرب إلا في الوتر لصائم أصابه عطش على المشهور وأصل الحكم المذكور ذكره الشيخ في الخلاف والمبسوط وادعى عليه الاجماع وتبعه عليه أكثر من تأخر عنه، ومنعه المحقق في المعتبر وطالبه بالدليل على ذلك. وهو جيد فإنا لم نقف على ما يدل عليه من الأخبار، وإلى هذا مال جملة من أفاضل المتأخرين ومتأخريهم.
قال في الذكرى: أما الأكل والشرب فالظاهر أنهما لا يبطلان بمسماهما بل بالكثرة فلو ازدرد ما بين أسنانه لم يبطل أما لو مضغ لقمة وابتلعها أو تناول قلة فشرب منها فإن كثر ذلك عادة أبطل وإن كان لقمة أو شربة فقد قال في التذكرة يبطل لأن تناول المأكول ومضغه وابتلاعه أفعال معدودة. انتهى.
وقال في المنتهى: لو ترك في فيه شيئا يذوب كالسكر فذاب فابتلعه لم تفسد صلاته عندنا وعند الجمهور تفسد (2) لأنه يسمى أكلا. أما لو بقي بين أسنانه شئ من بقايا الغذاء فابتلعه في الصلاة لم تفسد صلاته قولا واحدا لأنه لا يمكن التحرز عنه، وكذا لو كان في فيه لقمة ولم يبلعها إلا في الصلاة لأنه فعل قليل. انتهى.
أما لو وضع في فيه لقمة حال الصلاة ومضغها وابتلعها أو تناول قلة وشرب