الرابع - الشيخ عماد الدين الطبرسي في كتاب نهج العرفان إلى هداية الايمان حيث قال بعد نقل الخلاف بين المسلمين في وجوب الجمعة: إن الإمامية أكثر ايجابا للجمعة من الجمهور ومع ذلك يشنعون عليهم بتركها حيث إنهم لم يجوزوا الائتمام بالفاسق ومرتكب الكبائر والمخالف في العقيدة الصحيحة. وتقريب الدلالة فيها - على ما ذكره شيخنا زين الدين في رسالة الجمعة - أن العلة في ترك الشيعة الإمامية صلاة الجمعة والتهاون بها ما عهد من قاعدة مذهبهم أنهم لا يقتدون بالمخالف ولا الفاسق والجمعة إنما تقع في الأغلب من أئمة المخالفين ونوابهم فكانوا متهاونين بها لهذا الوجه، فتركهم الجمعة لهذه العلة لا لأمر آخر فلو كانوا يشترطون في وجوبها بل في جوازها مطلقا إذن الإمام المفقود حال الغيبة أصلا أو أكثريا بالنسبة إلى الموضع الذي يحضر فيه النائب بل في زمان حضوره أيضا لعدم تمكنه غالبا من نصب الأئمة لها حينئذ أيضا ولا مباشرتها بنفسه لما تصور العاقل أن الإمامية أكثر ايجابا لها من العامة، لأن ذلك معلوم البطلان ضرورة وإنما يكونون أكثر ايجابا من حيث إنهم لا يشترطون فيها المصر كما يقوله الحنفي ولا جوفه ولا حضور أربعين كما يقوله الشافعي (1) ويكتفون في ايجابها بإمام يقتدى به أربعة مكلفون بها، فيظهر بذلك كونهم أكثر ايجابا من الجمهور وإنما منعهم من إقامتها غالبا ما ذكرناه من فسق الأئمة. انتهى.
الخامس - شيخنا ثقة الاسلام الكليني (قدس سره) في الكافي حيث قال في كتاب الصلاة: باب " وجوب الجمعة وعلى كم تجب " ثم نقل صحيحة محمد بن مسلم وأبي بصير عن الصادق عليه السلام (2) " إن الله تعالى فرض في كل سبعة أيام خمسا وثلاثين صلاة: منها صلاة واجبة على كل مسلم أن يشهدها إلا خمسة...