صرفت وجهك عن القبلة فأعد الصلاة " ومثلها صحيحة ابن أذينة (1) إلا أن ظاهر مفهوم صحيحة زرارة الدالة على أن الالتفات يقطع الصلاة إذا كان بكله المؤيد بصحيحة علي بن جعفر المذكورة (2) هو عدم البطلان، والمسألة لذلك موضع تردد.
وأما ما نقله في المدارك عن الذكرى من حمل حسنة زرارة على الالتفات بكل البدن فقد عرفت أن صاحب الذكرى لم ينقل الحسنة المذكورة وإنما ذكر هذا التأويل للخبر العامي وهو غير بعيد، أما بالنسبة إلى الحسنة المذكورة فهو بعيد حيث إنها اشتملت على استقبال القبلة بالوجه والنهي عن قلب الوجه. وحمل الوجه على مجموع البدن بعيد كما لا يخفى.
والعجب من الأصحاب (رضوان الله عليهم) في ما يظهر منهم من الاتفاق على عدم البطلان بالالتفات بالوجه إلى محض اليمين واليسار إلا من فخر المحققين وقد اتفقوا على رد قوله مع أن الأخبار التي أشرنا إليها ظاهرة الدلالة على القول المذكور كالنور على الطور.
وأما التفصيل - بالاتيان بشئ من الاقبال على تلك الحال فيعيد في الوقت وإلا فلا إعادة كما ذكره في المدارك واقتفاه غيره - فلا أعرف عليه دليلا بل ظاهر الأخبار التي ذكرناها دالة على الابطال في هذه الصورة الدلالة على البطلان مطلقا كما لا يخفى.
هذا إذا كان عمدا أما لو وقع الالتفات كذلك سهوا فالظاهر الصحة لأن الروايات الدالة على قطع الصلاة بالالتفات بالوجه ظاهرة في العمد والنهي في ما ورد بالنهي إنما يتوجه إلى العامد فلا شمول فيها للصورة المذكورة.
(الصورة الثانية) ما بين اليمين واليسار والظاهر الصحة للخبر الثالث عشر (3)