نصا وفتوى أن المدار في العمل في الشك في الأخيرتين على اتمام الأوليين فلا معنى لصحته حال القيام وبطلانه قبله بعد اتمام الأوليين وأيضا فإن القاعدة الجارية في سائر الشكوك المنصوصة لا يفرق فيها بين عروض الشك جالسا أو قائما، وبه يظهر أن هذه العبارة إنما خرجت مخرج التجاوز وكم مثلها وأمثالها في الكتاب العزيز والأخبار.
وأما ما استند إليه في حجية هذا المفهوم - من صحيحة عبيد بن زرارة التي من أجلها استشكل في المسألة كما صرح به في آخر كلامه - فهو أيضا بمحل من الوهن والضعف:
(أما أولا) فلما شرحناه من معنى حسنة زرارة وبيان دلالتها على حكم المسألة فتكون معارضة لهذه الرواية، وكذا رواية العلاء التي قدمنا نقلها عن كتاب قرب الإسناد.
و (أما ثانيا) فلمعارضتها بالروايات الكثيرة الدالة باطلاقها على وجوب البناء على الأكثر في جميع الشكوك كموثقة عمار التي قدمنا نقلها عن الشيخ (1) وإن كان السيد المذكور قد ردها بضعف السند بنا على هذا الاصطلاح الغير المعتمد مع ما جرى له من التمسك بالموثقات إذا احتاج إليها كما نبهنا عليه في غير موضع مما تقدم.
و (أما ثالثا) فلمعارضتها بالأخبار الصحيحة الصريحة الدالة على أن الإعادة في الأوليين والسهو في الأخيرتين، وقد تقدمت في المقام الثاني من المسألة الثانية من هذا المطلب (2).
وحينئذ فلا بد من تأويل هذه الرواية وإلا فارجائها إلى قائلها ولكنه لما كان من عادته أنه إنما يحوم حول الأسانيد في جميع الأحكام والمقامات ولا ينظر إلى ما اشتمل عليه متن الرواية من المخالفات والمناقضات وقع في الاشكال الذي أشار إليه. ومن تأمل ما ذكرناه حق التأمل ظهر له أن ما ذكره الأصحاب (رضوان الله