من أخبارهم (عليهم السلام) عن شيخه لم يكن معولا إلا على كلام شيخه لا على كلام الإمام (عليه السلام) ولا يخفى أن المفسر لكلامه (عز وجل) إنما هو مخبر عنه (عز وجل) بأن مراده بهذا الكلام هذا المعنى ولهذا منعنا عن العمل بتفسير غيرهم (عليهم السلام) كما ظهر وسيظهر لك انشاء الله تعالى بيانه ويثبت بنيانه.
و (السادس) - ما ذكره أيضا (قدس سره) من أن الظاهر تناول الآية للحاضرة والفائتة واعتضاده في ذلك بكلام المفسرين وإن كان قد سبقه إليه جده في الروض والشهيد في الذكرى وغيرهما فإن فيه ما يقضى منه العجب العجاب عند من مارس أخبار الأئمة الأطياب وما ورد عنهم في الباب، فإنه قد استفاضت الأخبار عنهم (عليهم السلام) بالمنع من تفسير القرآن ولا سيما مجملاته ومتشابهاته إلا بالأخذ عنهم (عليهم السلام) وقد قدمنا ذكر ذلك في مقدمات الكتاب.
ونزيده هنا بيانا بما رواه العياشي في تفسيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) (1) قال: " من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر وإن أخطأ خر أبعد من السماء ".
وفي الكافي عن الصادق (عليه السلام) (2) قال: " ما ضرب القرآن رجل بعضه ببعض إلا كفر " وروى غير واحد من أصحابنا عن النبي (صلى الله عليه وآله) (3) قال: " من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار ".
وحمل الرأي على الميل الطبيعي المترتب على الأغراض الفاسدة كما احتمله بعضهم بعيد غاية البعد كما أوضحناه في كتابنا الدرر النجفية.
وما رواه البرقي في كتاب المحاسن في باب (أنزل الله في القرآن تبيان كل شئ) عن أبيه عن الحسن بن علي بن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن من حدثه عن المعلى ابن خنيس (4) قال: " قال أبو عبد الله (عليه السلام) في رسالة: وأما ما سألت عن