و (الموصل) بأربع درجات واثنتين وخمسين دقيقة، و (بيت المقدس) بخمس وأربعين درجة وست وخمسين دقيقة.
وأما الانحراف من الشمال إلى المغرب (فأكره) بتسع وثمانين درجة، و (سرنديب) بسبعين درجة واثنتي عشرة دقيقة، و (چين) بخمس وسبعين درجة، و (سومنات) بخمس وسبعين درجة وأربع وثلاثين دقيقة.
وأما ما كان من الشمال إلى المشرق (فصنعاء) بدرجة وخمس عشرة دقيقة، و (عدن) بخمس درجات وخمس وخمسين دقيقة، و (جرمي) دار ملك الحبشة بسبع وأربعين درجة وخمس وعشرين دقيقة. وسائر البلاد القريبة من تلك البلاد والمتوسطة بينها يعرف انحرافها بالمقايسة.
أقول: لا يخفى على من عرف ما عليه هذه البلدان من القبلة في جميع الأزمان فإنه لا يوافق شيئا مما ذكر في هذا المكان مع استمرار السلف والخلف عليها من العلماء والأعيان، ومن ذلك قبلة البحرين والقطيف والأحساء فإنها نقطة المغرب وهكذا جميع ما ذكر من البلدان. ولقد اتفق في هذه السنين التي مضت لنا مجيئ رجل من الفضلاء يسمى الشيخ حسين ممن يصلي الجمعة والجماعة إلى بلدة بهبهان فانحرف عن قبلة مساجدها بناء على الضابطة التي ذكرها علماء الهيئة وصلى إلى تلك الجهة التي هي موافقة لكلام علماء الهيئة وحمل الناس على الصلاة إليها فتناولته الألسن من كل مكان وكثر الطعن عليه في جميع البلدان حتى كأنه ممن أبدع في الدين وافترى على الملك الديان.
(البحث الثاني) - في المستقبل، الظاهر أنه لا خلاف بين الأصحاب (رضوان الله عليهم) في وجوب العلم بالقبلة مع إمكانه فلا يجوز التعويل على الظن، قالوا ويتحقق العلم بالمعاينة والشياع والخبر المحفوف بالقرائن ومحراب المعصوم (عليه السلام).
أقول: إن أريد بالعلم هنا العلم بالعين مع إمكان المشاهدة فهذا مخصوص بالقريب كما تقدم ولا ريب أن هذا لا يسوغ له الاجتهاد ولكن المدعى أعم من ذلك، وإن