أنه إذا مسح بالقدمين كان قدمين وإذا مسح بالذراع كان ذراعا وإذا مسح بالذراعين كان ذراعين وإذا مسح بالقامة كان قامة أي هو ظل القامة وليس هو بطول القامة سواء مثله لأن ظل القامة ربما كان قدما وربما كان قدمين ظل مختلف على قدر الأزمنة واختلافها لأن الظل قد يطول وينقص لاختلاف الأزمنة والحائط المنسوب إلى قامة الانسان قائم معه غير مختلف ولا زائد ولا ناقص، فلثبوت الحائط المقيم المنسوب إلى القامة كان الظل منسوبا إليه ممسوحا به طال الظل أم قصر " انتهى.
ويتلخص من الخبرين أن المعتبر في ذلك أنما هو الذراع والذراعان كما في سائر الأخبار وأن وقت الظهر بعد الأول والعصر بعد الثاني وهو لا يختلف باختلاف الأزمان والأحوال، وأن التقدير بالقامة إنما هو لما كان جدار مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قامة انسان، قال في وقت كان ظل ذلك الجدار المتخلف عند الزوال ذراعا إذا كان الفئ مثل ظل القامة فصلوا الظهر وإذا كان مثليه فصلوا العصر، وقال مثل القامة وغرضه ظل القامة لقيام القرينة بذلك فلم يفهم المخالفون ذلك وتوهموا أن المراد بالقامة قامة الجدار فجعلوا للظهر قامة وللعصر قامتين وهما المعبر عنهما بالمثل والمثلين وإنما مراده مثل الظل في ذلك الوقت وهو الذراع ومرجعه إلى زيادة الظل ذراعا من الزوال من قامة الانسان، وبهذا يتم قوله (عليه السلام) " فيكون ظل القامة والقامتين والذراع والذراعين متفقين في كل زمان " يعني به أنا لما فسرنا القامة أو ظل القامة بالظل الحاصل في الزمان المخصوص الذي صدر فيه الحكم عن النبي (صلى الله عليه وآله) وكان في ذلك الوقت ذراعا فلا يختلف الحكم باختلاف البلاد والفصول وكان اللفظان مفادهما واحدا مفسرا أحدهما أي ظل القامة بالآخر أي الذراع. وأما التحديد بالأقدام فأكثر ما جاء في الأخبار بالقدمين والأربعة ومرجعه إلى الذراع والذراعين. وأما ما نقص عن ذلك فقد عرفت وجهه من كلام المحدث الكاشاني. والله العالم.
(المسألة الخامسة) الظاهر أنه لا خلاف بين الأصحاب في أن أول وقت العصر