أنك قد عرفت ما في روايات المثل والمثلين. والله العالم.
(المسألة السابعة) - قد ذكر الأصحاب (رضوان الله عليهم) لمعرفة الزوال طرقا: منها زيادة الظل بعد انتهاء نقصانه أو حدوثه بعد عدمه، قالوا والمراد بالظل هو المبسوط المأخوذ من المقاييس القائمة على سطح الأفق لا الظل المنكوس وهو المأخوذ من المقاييس الموازية للأفق، وتوضيح ذلك أن الشمس إذا طلعت وقع لكل شاخص قائم على سطح الأرض بحيث يكون عمودا على سطح الأفق ظل طويل في جانب المغرب ثم لا يزال ينقص كلما ارتفعت الشمس حتى تبلغ كبد السماء وتصل إلى دائرة نصف النهار، وهي دائرة عظيمة موهومة تفصل بين المشرق والمغرب تقاطع دائرة الأفق على نقطتين هما نقطتا الجنوب والشمال، وقطباها منتصف النصف الشرقي ومنتصف النصف الغربي من الأفق وهما نقطتا الشرق والغرب، وحينئذ فيكون ظل الشاخص المذكور واقعا على خط نصف النهار وهو الخط الواصل بين نقطتي الجنوب الشمال، وهناك ينتهي نقصان الظل المذكور وقد لا يبقى للشاخص ظل أصلا في بعض البلاد، وإذا بقي الظل فمقداره مختلف باختلاف البلاد والفصول فكلما كان بعد الشمس عن مسامتة رؤوس أهل البلاد أكثر كان الظل فيها أطول، فإذا مالت الشمس عن وسط السماء وانحرفت عن دائرة نصف النهار إلى المغرب فإن لم يكن بقي الظل حدث حينئذ في جانب المشرق وكان ذلك علامة الزوال وإن كان قد بقي أخذ في الزيادة حينئذ فيكون ذلك علامة الزوال أيضا. والذي ورد في الأخبار وكذا في جملة من عبارات الأصحاب هو الثاني خاصة وهو مبني على الغالب بالنسبة إلى البلاد والزمان، وطريق استعلام ذلك أن ينصب مقياسا ويقدر ظله عند قرب الشمس من الاستواء ثم يصبر قليلا ويقدر فإن كان دون الأول أو بقدره فإلى الآن لم تزل وإن زاد فقد زالت.
وقد ورد هذا الاعتبار في جملة من الأخبار: منها - رواية سماعة (1) قال: