لها في هذه الأوقات. وقال بعض العامة إن الشيطان يدني رأسه من الشمس في هذه الأوقات ليكون الساجد للشمس ساجدا له. انتهى.
أقول: والذي وقفت عليه في أخبارنا مما يتعلق بذلك ما رواه في الكافي عن علي بن إبراهيم عن أبيه رفعه (1) قال: " قال رجل لأبي عبد الله (عليه السلام) الحديث الذي روي عن أبي جعفر (عليه السلام) أن الشمس تطلع بين قرني الشيطان؟ قال نعم إن إبليس اتخذ عرشا بين السماء والأرض فإذا طلعت الشمس وسجد في ذلك الوقت الناس قال إبليس لشياطينه إن بني آدم يصلون لي " ونحوه ما تقدم من حديث النفر من اليهود مما يرجع إلى التعليل بسجود الكافر لها فيه. وحاصل معنى الخبرين المذكورين يرجع إلى التمثيل الذي ذكره في النهاية بأن المصلي في ذلك الوقت كأنه ساجد ويصلي للشيطان من حيث سجوده للشمس بتسويل الشيطان واغوائه فطلوعها كذلك يقترن بالشيطان باعتبار تسويله واضلاله.
(الخامس) - ظاهر قوله (عليه السلام) في رواية علي بن بلال (2) " لا يجوز ذلك إلا للمقتضى " مما يدل على ما صرح به المرتضى من التحريم، وهو أيضا ظاهر قولهم " لا صلاة " وكذا نهى النبي (صلى الله عليه وآله) فإن ظواهر هذه الألفاظ هو التحريم وإن تفاوتت في الدلالة على ذلك شدة وضعفا، إلا أن كلام الأكثر كما عرفت هو الكراهة والشهيد في الذكرى حمل التحريم في كلام المرتضى على الرجوع إلى صلاة الضحى لتقدمها في صدر الكلام، وهو إنما يتم له في العبارة الأولى من عبارتيه السالفتين وأما عبارته في أجوبة المسائل الناصرية فلا لعدم ذكر صلاة الضحى فيها ولتصريحه فيها بالنوافل المبتدأة وأنه لا يجوز أن يبتدأ بالنوافل في هذه الأوقات. وظاهر عبارة الشيخ المفيد أيضا هو التحريم حيث قال في المقنعة: " ولا يجوز ابتداء النوافل ولا قضاء شئ منها عند طلوع الشمس ولا عند غروبها " بعد أن صرح أولا بأنه لا بأس أن يقضي الانسان نوافله بعد