الطيور التي تكون عندكم بالعراق يقال لها الديوك؟ فقال نعم. قال إذا ارتفعت أصواتها وتجاوبت فقد زالت الشمس أو قال فصله " كذا في الكتابين المتقدمين وفي الفقيه (1) " فعند ذلك فصل ".
وما رواه في الكافي والتهذيب عن الحسين بن المختار عن رجل عن أبي عبد الله (عليه السلام) (2) قال: " قلت له إني رجل مؤذن فإذا كان يوم الغيم لم أعرف الوقت؟
فقال إذا صاح الديك ثلاثة أصوات ولاء فقد زالت الشمس ودخل وقت الصلاة " ورواه المشايخ الثلاثة عن الحسين بن المختار عن الصادق (عليه السلام) مثله.
وقد ظهر لك بما ذكرناه قوة القول المشهور وأنه لا يعتريه نقص ولا قصور وبذلك يظهر لك ضعف ما ذكره في المدارك ومثله الفاضل الخراساني في الذخيرة حيث إنه تردد في المسألة.
ويمكن أن يستدل لابن الجنيد بما تقدم من رواية إسماعيل بن جابر المنقولة عن تفسير النعماني المذكورة في الموضع الأول إلا أن ظاهرها لا يخلو من اشكال لدلالتها على التأخير حتى تطلع الشمس مع أنها ربما لا تطلع في ذلك اليوم بالكلية، ويمكن حملها على استحباب التأخير لتحقق الوقت، وكيف كان فهي لا تبلغ حجة في مقابلة ما قدمناه من الأخبار سندا ولا عددا ولا دلالة فيتحتم تأويلها بما ذكرناه أو غيره.
هذا مع استمرار الاشتباه وأما إذا انكشف فساد الظن المذكور فقد تقدم الكلام فيه مستوفى في المقام الرابع من المسألة المتقدمة. والله العالم.
(المسألة السابعة) - اتفق الأصحاب (رضوان الله عليهم) على كراهة النوافل في الأوقات الخمسة المشهور في الجملة، وهي عند طلوع الشمس حتى تذهب الحمرة وينتشر شعاعها، وعند غروبها أي حال دنوها من الغروب واصفرارها حتى يكمل الغروب بذهاب الحمرة المشرقية، وعند قيامها أي كونها في وسط النهار على دائرة