والحق أن مذهب الفقراء وغالب الأئمة إنما هو مبني على الاحتياط والتشديد في الدين لكونهم عمدة أهل الإسلام، فإذا فعلوا شيئا تبعهم عوام الناس على ذلك مع عدم شهودهم منازعهم فيها فيهلكون الناس.
وقد كان الشيخ العارف بالله تعالى أبو بكر الحديدي إذا رأى أحدا من الأولياء الذين يتبرك الناس بدعائهم ورقيتهم يضع يده على محل الوجع من الأجنبية يصيح به ارفع يدك وارقها باللسان هل أنت معصوم؟ رضي الله عنه.
وقد أخبرني الشيخ شرف الدين الحطابي المدرس في زاوية سيدي عثمان الحطابي أن زوجة الشيخ الحافظ عثمان الديمي كانت تخرج سافرة الوجه على سيدي عثمان الحطابي، وكذلك زوجة الآخر مع الآخر ويأتي كل واحد منهما إلى دار الآخر فيختلي بزوجة الآخر وتخرج له ما يأكل وما يشرب في غيبة الآخر مثل ما نقل عن رابعة العدوية وسفيان الثوري، ولكل رجال مشهد، والمشي على ظاهر الشريعة أحوط.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد حل لهم أن يفقؤوا؟؟ عينيه " ".
وفي رواية للنسائي مرفوعا: " " من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم ففقؤوا عينيه فلا دية ولا قصاص " ".
وروى الإمام أحمد والترمذي مرفوعا: " " أيما رجل كشف سترا فأدخل بصره قبل أن يؤذن له فقد أتى حدا لا يحل له أن يأتيه ولو أن رجلا فقأ عينه فقد أهدرت، ولو أن رجلا مر على باب لا ستر له فرأى عورة أهله فلا خطيئة عليه إن الخطيئة على أهل المنزل.
وروى الطبراني ورواته ثقات: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستئذان في البيوت فقال من دخلت عينه قبل أن يستأذن ويسلم فلا إذن له وقد عصى ربه.
وروى الشيخان وغيرهما: أن رجلا اطلع من بعض حجر النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم