عز وجل على مرضاتنا، وهذا العهد لا يعمل به خالصا إلا من سلك الطريق على يد شيخ ناصح، ومن لم يسلك فمن لازمه الإخلال به وإقامته لعلة نفسانية، وأما حديث:
تجافوا عن ذنب السخي فإن الله آخذ بيده كلما عثر.
فالمراد به الذنب الذي لا حد فيه أو قبل أن يبلغ الحاكم.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الشيخان وغيرهما: " " إنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها. والله " " أعلم.
قلت: ويلحق الحدود في ذلك الضرب للتأديب من وصى أو ولي أو قيم أو فقيه يؤدب الأطفال، فلا ينبغي مراعاة الولد في ترك التأديب بالسوط ونحوه، ولا يخفى أن تأديب الطفل بالضرب لا يكون إلا بعد عدم سماعه الكلام، كما أن الكلام لا يكون إلا بعد عدم سماعه بالإشارة فالضرب ثالث مرتبة.
* (والله غفور رحيم) (أخذ علينا العهد العام من رسول الله صلى الله عليه وسلم) أن لا نصحب من يشرب مسكرا كالخمر والنبيذ والبوظة؟؟ والحشيش أو يبيع ذلك أو يشتريه أو يعصره، أو يحمله أو يأكل ثمنه، وذلك هروبا من صحبة من لعنة الله تعالى أو لعنته الأئمة رضي الله عنهم إيثارا لجناب الله عز وجل اللهم إلا أن تكون صحبتهم نقصد بها تمهيد بساط التوبة لهم فهذا متعين كما عليه الدعاة إلى الله تعالى فإنهم لا يبعدون عن مستقيم ولا أعوج فإن المستقيم لا يجوز هجره والأعوج يحتاج إلى من يقوم عوجه وقد أوحى الله تعالى إلى داود عليه السلام حين أنفت نفسه من مخالطة أوساط بني إسرائيل إيثارا لجناب الله عز وجل:
يا داود المستقيم لا يحتاج إليك والأعوج قد أنفت نفسك عن مخالطته وتقويم عوجه فلماذا أرسلت.
فتنبه داود عليه الصلاة والسلام لسر حكمة إرساله، وصار يجالس العصاة ليلا نهارا ويسارقهم بالمواعظ، وقد أغفل هذا الأمر خلق كثير من طلبة العلم فبعدوا عن خلطة