المعوجين من ظلمة فحرموا بركة هدايتهم، ولو أنهم قربوا منهم مع العفة عما بأيديهم من الدنيا وسارقوهم بالمواعظ لربما أثرت فيهم مواعظهم:
وقد كاتبت يهوديا مرة من عمال المكس بكلام لين فأسلم.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " ".
زاد في رواية أبي داود ولكن التوبة معروضة بعد، إذ من عقل العاقل أن لا يصحب من لعنة الشارع أو الأئمة خوفا أن يلحقه من اللعن جزء، وسيأتي بيان المراد برفع الإيمان من أصحاب هذه الصفات في العهد بعده.
وروى أبو داود وابن ماجة والترمذي مرفوعا:
" " لعن الله الخمر وشاربها وساقيها ومبتاعها وبائعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه " ".
وزاد في رواية للترمذي: وآكل ثمنها.
وروى أبو داود مرفوعا: " " لعن الله اليهود قالها ثلاثا، إن الله حرم عليهم الشحوم فباعوها فأكلوا أثمانها إن الله إذا حرم على قوم أكل شئ حرم عليهم ثمنه " ".
وروى الترمذي مرفوعا: " " إذا فعلت أمتي خمسة عشر خصلة نزل بها البلاء قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: إذا كان المغنم دولا والأمانة مغنما والزكاة مغرما وأطاع الرجل زوجته وعق الولد أمه وبر صديقه وجفا أقاربه وارتفعت الأصوات في المساجد وكان زعيم القوم أرذلهم وأكرم الرجل مخافة شره وشربت الخمر ولبس الحرير واتخذت المغنيات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها فليرتقبوا عند الله ريحا حمراء أو خسفا ومسخا " ".