إلا ممن قهر شهوته وصارت تحت رجليه وإلا فمن لازمه الغيبة عن الله بلذته الطبيعية حتى يحس بأن اللذة عمت جميع بدنه، ولذلك أمر كل مجامع بتعميم بدنه بالماء ليحيى جميع سطح البدن الذي سرت فيه اللذة فتأمل.
وقد كان سيدي الشيخ أحمد بن عاشر المغربي شيخ تربة السلطان قايتباي بمصر المحروسة إذا حملت زوجته لا يقرب منها حتى تلد وتفطم الولد، ويجئ أوان الحمل ويقول لا أحب أن أتعاطى ما يمنعني من دخول حضرة ربي ولو لحظة واحدة رضي الله عنه وغالب جماع الناس في هذا الزمان شهوة نفس منهم اللهم إلا أن تكون زوجة أحدهم شابة ويخاف عليها الالتفات إلى غيره فعليه أن يعفها حتى لا تلتفت إلى غيره.
فاسلك يا أخي على يد شيخ صادق حتى يقطع بك حجب الشهوات النفسانية، ثم لا يبقى لك مانع من دخول حضرة ربك أي وقت شئت إلا ما استثني شرعا، وهنالك تحب ربك وأهل حضرته وترى حجابك عن حضرته أشد من العذاب، وما دام لك حجاب أو عائق فمن لازمك التهاون بارتكاب كل ما يحجبك عنه وليس لك في كمال محبته قدم كما هو شأن أهل الحجاب والطرد والعوام من الظلمة فيقيم أحدهم في مواطن الغفلات والبعد عن الحضرة الإلهية اليوم والجمعة والشهر لا يشتاق لربه، ولا لأهل حضرته.
فعليك يا أخي بالسلوك على يد شيخ صادق يقطع بك الحجب ويخلصك من كل عائق، وتصير عند الله مقدما على ذلك الشخص الغليظ السمين الذي يرى نفسه فوق الخلق أجمعين وتأمل يا أخي عبد الرق الأمين الخالص في العبودية كيف يصير داخلا خارجا على السيد لا يحتاج إلى إذن لأنه لا عائق له عن خدمته بخلاف الأمير الكبير يصير واقفا على الباب لا يقدر على الدخول حتى يأخذ له ذلك العبد الإذن فاعلم ذلك.
وسمعت أخي أفضل الدين رحمه الله يقول: من كان من أهل الحضرة عرف مقدار الهجر والوصل. قال وقد نمت مرة على جنابة فما استيقظت إلا وجميع أهل الحضرة قد اصطفوا بين يدي الله عز وجل في سائر أقطار الأرض فلا تسألوا ما حصل عندي من الخجل من الله تعالى حتى كدت أذوب.
والله غفور رحيم.
روى أبو داود وغيره مرفوعا: " " ثلاثة لا تقربهم الملائكة: جيفة الكافر، والمتلطخ بالخلوق، والجنب إلا أن يتوضأ " ".