وقد كان السلف الصالح لا يتكلمون في الجنازة إلا بما ورد وكان الغريب لا يعرف من هو قريب الميت حتى يعزيه لغلبة الحزن على الحاضرين كلهم.
وكان سيدي علي الخواص رضي الله عنه يقول إذا علم من الماشين مع الجنازة أنهم لا يتركون اللغو في الجنازة ويشتغلون بأحوال الدنيا فينبغي أن نأمرهم بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله فإن ذلك أفضل من تركه ولا ينبغي لفقيه أن ينكر ذلك إلا بنص أو إجماع فإن مع المسلمين الأذن العام من الشارع بقول لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل وقت شاءوا، ويا لله للعجب من عمى قلب من ينكر مثل هذا وربما غرم عند الحكام الفلوس حتى يبطل قول المؤمنين لا إله إلا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق الجنازة، وهو يرى الحشيش يباع فلا يكلف خاطره أن يقول للحشاش حرام عليك، بل رأيت منهم فقيها يأخذ معلوم إمامته من فلوس بائع حشيش والبرش.
* (والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) *.
روى مسلم والترمذي والنسائي وغيرهم مرفوعا:
" " حق المسلم على المسلم ست فذكر منها وإذا مات فاتبعه " ".
وروى الإمام أحمد بإسناد حسن مرفوعا:
" " المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله، والذي نفسي بيده ما تواد اثنان فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما " ". وكان يقول: المسلم على المسلم ست فذكر منها ويتبعه إذا مات زاد في رواية: فمن ترك خصلة منها فقد ترك حقا واجبا.
وروى الإمام أحمد البزار وابن حبان في صحيحه مرفوعا:
" " عودوا المرضى واتبعوا الجنائز تذكركم الآخرة " ".
وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان " "، قيل وما القيراطان قال " مثل الجبلين العظيمين ".
وفي رواية للبخاري: " " ومن تبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى