وقد كان أخي العبد الصالح الشيخ عبد القادر شقيقي رحمه الله يغسل الموتى ببلاد الريف ويكفنهم من عنده على ذمة الله تعالى، ويوفى ثمن ذلك للبزازين والقزازين شيئا فشيئا إلى أن يوفى لهم الثمن، وما قال لأهل ميت في بلدة قط هل عندكم كفن أم لا؟ ويقول:
* (من عمل صالحا فلنفسه) *.
لا لغيرها، وكان إذا أحسن إليه أحد بشئ يقول فلان من المحسنين لأنفسهم، وما قال قط فلان من المحسنين لي ويقول قد يكون صاحب تلك الحسنة يحب عدم إظهارها وكان يقول من شرط المؤمن أن يكون كل شئ دخل في يده من الدنيا على اسم المحاويج من نفسه أو من غيره والملك في ذلك كله لله والمنة له على العباد لا لنا.
وقال له مرة ولده اشتر لنا بقرة نأكل لبنها أو ثورا نحرث عليه أو حمارة نركبها، فقال له يا ولدي انظر بهائم بلدنا إذا رجعت كلها من المرعى آخر النهار فإنها لو كانت كلها في داري ما رأيت نفسي أحق من المسلمين بشعرة منها، فلا فرق يا ولدي بين أن تكون هذه البهائم كلها في داري أو عند الناس كلها سواء إنما هي أوهام تقوم في مخيلات الخلق لشهودهم الملك لهم فيها مع غفلتهم عن الله تعالى.
وقد كان أخي هذا فقيها من فقهاء الريف رضي الله عنه، وقد حلف لي بعض الإخوان بالله العظيم ثم بالطلاق الثلاث أنه لو وضع جميع مشايخ الزوايا بمصر في كفة والشيخ عبد القادر هذا في كفة لرجح بالجميع، فبهدي هذا الأخ يا أخي اقتده وكفن يا أخي الموتى وغسلهم واحفر لهم ولو بأجرة أو هدية والله يتولى هداك.
وروى الطبراني ورواته محتج بهم في الصحيح والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم مرفوعا:
" " من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين كبيرة، ومن حفر لأخيه قبره حتى يستره أو يواريه فكأنما أسكنه مسكنا حتى يبعث " ".
وفي رواية لمسلم: " " من غسل مسلما فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة " ".
وفي رواية للطبراني مرفوعا: " " من حفر قبرا بنى الله له بيتا في الجنة، ومن