نارا من الفرن ودر على أهل الحارة واعرض عليهم من له بها حاجة ثم يقول: يا ولدي إنما أقصد بذلك أن الله تعالى يقيض لك من يخدمك عند العجز مجازة على فعلك هذا، ثم يقول لي: أما رأيت يا ولدي بعض الشيوخ العاجزين عليه الخليقات النظيفة وهو ضرير يقاد إلى المسجد لا يفوته صلاة في جماعة وهو مستغن عن سؤال الناس؟ فأقول: نعم، فيقول:
أما رأيت شيخا عليه قحف حافي مكشوف الرأس وما عليه من الصلاة أبدا إذا فاتت وهو دائر يسأل الناس جديدا نقرة فلا يعطونه؟ فأقول: نعم، فيقول: هذا ضيع حقوق الله وحقوق عباده في صغره فضيعه الله في كبره وذاك وفى بحق الله وحق عباده في صغره فقيض الله تعالى له من يخدمه في كبره فلا تكاد ترى مخدوما قط في كبره إلا وقد خدم الناس في صغره.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " " من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة " ".
وزاد الحافظ العبدري: " " ومن مشى مع مظلوم حتى يثبت له حقه ثبت الله قدميه على الصراط يوم تزل الأقدام " ".
قال الحافظ البيهقي: ولم أر هذه الزيادة في شئ من أصوله إنما رواها ابن أبي الدنيا والأصبهاني.
وفي رواية لمسلم وأبى داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والحاكم مرفوعا:
" " من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله تعالى يوم القيامة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " ".
وروى الطبراني وأبو الشيخ مرفوعا: " " إن لله تعالى خلقا خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم أولئك الآمنون من عذاب الله " ".
وفي رواية للطبراني مرفوعا: " " إن لله تعالى على أقوام نعما يقرها عندهم ما كانوا في حوائج الناس ما لم يملوهم فإذا ملوهم نقلها إلى غيرهم " ".