وكذلك رأيت أنا في الفتوحات المكية أن الشيخ أخبر أنه وقع بينه وبين الكعبة مراسلات ومخاطبات، وذكر أنه رآها ناقصة في بعض المقامات فكملها وتتلمذت له حتى رقاها هكذا.
قال رضي الله عنه ولكل مقام رجال.
وسمعت سيدي عليا الخواص أيضا رحمه الله يقول إنما كان الحجر الأسود أسود لأنه ليس في الألوان لون يدل على السيادة إلا اللون الأسود وأن معنى " " سودته خطايا بني آدم " " أي جعلته سيدا بكثرة التقبيل، قال وكذلك القول في اسوداد جلد آدم لما خرج من الجنة إلى الأرض كان دليلا على حصول السيادة بخروجه من الجنة إلى الأرض لأنها دار خلافته وقد أجمع المحققون على أن الأنبياء لا ينقلون قط من حال إلا لأعلى منها اه.
وسمعت أخي الشيخ أفضل الدين رحمه الله تعالى يقول: إنما أمر خواص بني آدم عليه السلام بتقبيل الحجر مع كونهم أشرف من الحجر ابتلاء من الله تعالى لهم جبرا لما أخذت الخلافة في الأرض من عبوديتهم لأن الخلافة تعطي الزهو والعجب، فأمر كل خليفة بتقبيل ما هو دونه لينظر الحق تعالى وهو أعلم بمن ينقاد لأوامر الله تعالى، ومن يتكبر عنها اه.
* (والله عزيز حكيم) *.
روى الإمام أحمد أنه قيل لعبد الله بن عمر، ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين:
الحجر الأسود والركن اليماني؟ فقال ابن عمر إنما أفعل ذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" إن استلامهما يحط الخطايا " ".
قال: وسمعته أيضا يقول: " " من طاف أسبوعا يحصيه وصلى ركعتين كان كعدل رقبة " ".
قال وسمعته يقول: " " ما رفع رجل قدما ولا وضعها إلا كتبت له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات " ".
وفي رواية للحاكم وقال صحيح الإسناد:
" " أن ابن عمر قال: إنما أفعل ذلك لأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مسحها يحط الخطايا " ".