تسمع منه كلمة لغو يبدؤك بها فضلا عن كلمة غيبة في أحد تعريضا أو تصريحا رضي الله عنه، وزاده من فضله.
فحج يا أخي مثل هذا الأخ وإلا فلا تحج غير حجة الإسلام.
وقد رأيت شخصا أخر أقام من العلماء بمكة سنتين فجلست عنده نحو درجة في الحجر فحرق في أهل مكة ثم اتصل إلى علماء مصر فلا خلى ولا بقي، فقلت له: يا أخي جلوسك في هذه البلد معصية وجميع ما تحصله من الخير في مكة لا يرضى به واحدا من هؤلاء العلماء الذين استغبتهم يوم القيامة بل أعرف واحدا لا يرضيه جميع أعمالك الصالحة في غيبة واحدة، فضلا عن أعمالك التي دخلها الدخيل، ثم قلت له: لو علم أهل مصر ما أنت منطو عليه ما حسدك أحد على هذه الإقامة بل كان يستعيذ بالله من حالك، فيا طول ما سمعتهم يقولون: هنيئا لفلان.
فإياك يا أخي أن تسلك هذا المسلك، والله يتولى هداك.
روى الحاكم مرفوعا وقال صحيح على شرط الشيخين:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة في عمرتها: " " إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك " ". والنصب هو التعب وزنا ومعنى.
وروى الإمام أحمد والطبراني والبيهقي وإسناده حسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" " النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله بسبعمائة ضعف " ".
وفي رواية " " الدرهم بسبعمائة " ".
وفي رواية للطبراني مرفوعا: " " ما أمعر حاج قط " ".
قيل لجابر ما الإمعار؟ قال: ما افتقر. ورواه البزار، ورجاله رجال الصحيح.
وروى الطبراني والأصبهاني مرفوعا: " " إذا خرج الحاج حاجا بنفقة طيبة فنادى لبيك اللهم لبيك ناداه مناد من السماء لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك وحجك مبرور غير مأزور وإذا خرج بالنفقة الخبيثة فنادى لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك زادك حرام ونفقتك حرام وحجك مأزور غير مبرور " ". والله تعالى أعلم.