شاور عارفا فقال له عليك بالكسب واعتمد على الله لا على الكسب، واعتق نفسك من تحمل منن الخلائق.
بل قال بعض مشايخ العرب لما ظن أنه متوكل أنا ما ولاني أحد من الفقراء هذه الوظيفة، وإنما ولاني الله تعالى، فقال له شخص من قرناء السوء أنت والله من الأولياء فقلت له، لا يكون من الأولياء إلا إن صرح بهذا القول بين يدي الباشا الذي ولاه وقال له في وجهه أو قال لمن يبلغه ليس لك علي جميل أوليس للباشا علي جميل وما ولاني إلا الله، فقال متى قلت ذلك، عزلني وسلب نعمتي قلت: فإذن قولك إنك معتمد على الله دون الخلق افتراء على الله تعالى وازدراء بطائفة الفقراء لا غير.
قلت: وقد رأيت بعض الأكابر من العارفين يشهد الله تعالى كل يوم في جميع ما يتحرك به أو يسكن، ويقول اللهم إن كنت تعلم أن جميع حركاتي وسكناتي في هذا اليوم خير لي فاقدرها لي ويسرها لي وإن كنت تعلم أنها شر لي فاصرفها عني واصرفني عنها وقال من واظب على ذلك كان في أمان من الله تعالى أن يمكر به اه.
قال البيهقي ويعيد صلاة الاستخارة والدعاء ثانيا وثالثا وأكثر، حتى ينشرح صدره لشئ اه.
* (والله غفور رحيم) *.
روى الإمام أحمد وأبو يعلى والحاكم مرفوعا:
" " من سعادة ابن آدم استخارته لله عز وجل " ".
وزاد في رواية الحاكم: " " ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله عز وجل " ".
وروى الترمذي مرفوعا بلفظ: " " من سعادة ابن آدم كثرة استخارته لله تعالى ورضاه بما قضى الله تعالى، ومن شقاوة ابن آدم تركه استخارة الله تعالى وسخطه بما قضى الله تعالى له " ".
وروى البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة عن جابر بن عبد الله قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن فيقول:
" " إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: