أمر لا تذوقه يا أخي إلا بسلوك على يد شيخ ناصح، فإن أردت العمل بذلك المشهد النفيس فاطلب لن شيخا يرشدك إليه وإلا فلا سبيل لك إلى ذلك ولو عبدت الله تعالى بعبادة الثقلين.
ومن هنا افترق السالكون والعابدون، فربما مكث العابد يعبد ربه على علة خمسمائة سنة والسالك يخرج عن العلة من أول قدم يضعه في الطريق، لأن بداية الطريق التوحيد لله تعالى في الملك ثم الفعل ثم الوجود والعابد لا يذوق لهذه الثلاثة مقامات طعما، كما أشار إليه خبر الطبراني وغيره مرفوعا:
" " أن عابدا عبد الله تعالى في جبل في البحر خمسمائة سنة، فيقول الله تعالى له يوم القيامة ادخل الجنة برحمتي، فيقول يا رب بل بعملي فيكررها ثلاث مرات وهو يقول يا رب بل بعملي " ".
وهذه المقالة لو قالها المريد لشيخه في أول بدايته لعيبت عليه فوالله لقد فاز من كان له شيخ وخسر من لم يتخذ له شيخا أو اتخذه ولم يسمع لنصحه كما عليه غالب المريدين في هذا الزمان.
واعلم أن من شروط إجابة الدعاء كون العبد ليس عليه ذنب، فمن سأل الله تعالى في حاجة وعليه ذنب واحد لم يتب منه فهو إلى الرد أقرب.
وكان سيدي علي البحيري رحمه الله لا يسأله أحد الدعاء إلا قال قولوا كلكم:
أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من كل ذنب، ثم يدعو ويقول: يا أولادي كيف يطلب العبد من ربه حاجة وهو قد أغضب ربه بالمعصية، وإذا تاب منها ربما أجيب دعاؤه، فاعلم ذلك واعمل عليه والله يتولى هداك.
روى الترمذي وقال حديث حسن واللفظ له وابن ماجة بإسناد ضعيف مرفوعا:
" " من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم فليتوضأ وليحسن الوضوء وليصل ركعتين ثم ليثن على الله تعالى، وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، الحمد لله رب العالمين، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة