مدارك الأحكام - السيد محمد العاملي - ج ٥ - الصفحة ١٩٠

____________________
الأحوال، أو الفقير من له بلغة والمسكين لا شئ له، أو هو أحسن حالا من الفقير، أو هما سواء (1).
وقال الجوهري: رجل فقير من المال، قال ابن السكيت: الفقير الذي له بلغة من العيش، والمسكين الذي لا شئ له. وقال الأصمعي: المسكين أحسن حالا من الفقير. وقال يونس: الفقير أحسن حالا من المسكين قال، وقلت لأعرابي: أفقير أنت؟ فقال: بل والله مسكين (2).
وقال الهروي في الغريبين قوله تعالى: * (إنما الصدقات للفقراء والمساكين) * (3). قال ابن عرفة: أخبرني أحمد بن يحيى، عن محمد بن سلام قال، قلت ليونس: أفرق لي بين المسكين والفقير فقال: الفقير الذي يجد القوت، والمسكين الذي لا شئ له.
وقال ابن عرفة: الفقير عند العرب المحتاج، قال الله عز وجل: * (أنتم الفقراء إلى الله) * (4) أي المحتاجون إليه، فأما المسكين فالذي قد أذله الفقر (أو غيره) (5) فإذا كان هذا إنما مسكنته من جهة الفقر حلت له الصدقة، وإذا كان مسكينا قد أذله شئ سوى الفقر فالصدقة لا تحل له، إذ كان شائعا في اللغة أن يقال: ضرب فلان المسكين وظلم المسكين وهو من أهل الثروة واليسار، وإنما لحقه اسم المسكين من جهة الذلة (6).

(١) القاموس المحيط ٢: ١١٥.
(٢) الصحاح ٢: ٧٨٢.
(٣) التوبة: ٦٠.
(٤) فاطر: ١٥.
(٥) ليست في " ض " و " م " والمصدر.
(٦) حكاه عنه في لسان العرب ٥: ٦١.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»
الفهرست