الحارث بن عمرو الفهري فقال: (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك) - إن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل - (فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم)، فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون)، ثم قال له: يا بن عمرو إما تبق وإما رحلت؟ فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يدك فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم، فقال له النبي صلى الله عليه وآله: ليس ذلك إلي، ذلك إلى الله تبارك وتعالى، فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني على التوبة ولكن أرحل عنك، فدعا براحلته فركبها، فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته، ثم أتى الوحي إلى النبي فقال: (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين) - بولاية علي - (ليس له دافع من الله ذي المعارج)، قال: قلت: جعلت فداك، إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: هكذا والله نزل بها جبرائيل على محمد وهكذا هو والله مثبت في مصحف فاطمة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لمن حوله من المنافقين: انطلقوا إلى صاحبكم فقد أتاه ما استفتح به، قال الله عز وجل: (واستفتح وخاب كل جبار عنيد) (1).
وفي السند سهل بن زياد الادمي الرازي المختلف في أمره، فقد ذهب السيد الخوئي إلى ضعفه، أما الامام الخميني والعلامة المامقاني فقد ذهبا إلى اعتبار روايته (2)، ولكن عمدة الضعف هو في محمد بن سليمان وأبيه سليمان بن عبد الله الديلمي، أما إضمار الرواية فلا يضر حيث أن أبا بصير يقول في نهاية الرواية: (جعلت فداك)، مما يبين أنه ينقلها عن الامام المعصوم عليهم السلام.
3 - ما جاء في كتاب كنز جامع الفوائد وتأويل الآيات الطاهرة (مخطوط) عن أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله: أنه تلا هذه الآية (سأل سائل بعذاب واقع للكافرين) - بولاية علي - (ليس له دافع)، ثم قال: هكذا هي في مصحف فاطمة) (3). والرواية ضعيفة بأحمد بن القاسم، وأحمد بن محمد السياري، ومحمد بن سلميان وأبيه. وجاء في نفس هذا الكتاب بعد أن ذكر الرواية السابقة: وروى البرقي، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله أنه قال: (هكذا والله أنزلها جبرائيل على النبي، وهكذا هو مثبت في مصحف فاطمة). والرواية ضعيفة بمحمد بن سليمان الديلمي وأبيه (4).