والخالفة وتقدمها فانشرحت الصدور حبا وامتلأت القلوب اجلالا وتعظيما وحسنت الآثار اعتقادا ودعاء وكان كتاب سيدي لشرف تلك الدولة عنوانا ولما عساه يستعجم من نعتي في مناقبها ترجمانا زاده الله من فضله وأمتع المسلمين سكون الغريب من الشوق المزعج والحيرة التي تكاد تذهب بالنفس أسفا لتجافي عزمها عن الامن والتقويض عن دار العزيز المولى المنعم والسيد الكريم والبلد الطيب والاخوان البررة ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وان تشوفت السيادة الكريمة إلى الحال فعلى ما علمتم سيرا مع الامل ومغالبة للأيام على الحظ واقطاعا للغفلة جانب العمر هل نافعي والجد في صبب * مدى مع الآمال في صعد رجع الله بنا إليه ولعل في عظمتكم النافعة شفاء من هذا الداء العياء ان شاء الله وان لطف الله مصاحب من هذه الرياسة المزينة وحسبك بها عليه عصمة وافية صرفت وجه القصد إلى ذخيرتي التي كنت أعتدها منهم كما علمتم حين تفاقم الخطب وتلون الدهر والافلات من مظان النكبة وقد رنقت حولها بعد ما جرته الحادثة بمهلك السلطان المرحوم على يد ابن عمه قريعه في الملك وقسيمه في النسب والتياث الجاه وتغير السلطان واعتقال الأخ المخلف واليأس منه لولا تكييف الله في نجائه والعيث بعده في المنزل والولد واغتصاب الضياع المقتناة من بقايا ما متعت به الدولة النصرية أبقاها الله من النعمة فآوى إلى الوكر وساهم في الحادث وأشرك في الجاه والمال وأعان على نوائب الدهر وطلب الوثر حين رأى الدهر قلاني أمل الملوك استخلاصي وتجاوزوا في اتحافي والله المخلص من عقال الآمال والمرشد إلى نبذ هذه الحظوظ المورطة وأنبأني سيدي بما صدر عنه من التصانيف الغريبة في هذه الفوحات الجليلة وبودي لو وقع الاتحاف بها أو بعضها فلقد عاودني الندم على ما فرطت وأما أخبار هذا القطر فلا زيادة على ما علمتم من استقرار السلطان أبى اسحق ابن السلطان أبى يحيى بتونس مستبدا بأمره بالحضرة بعد مهلك شيخ الموحدين أبى محمد بن تافراكين القائم بأمره رحمة الله عليه مضايقا في حياته الوطن وأحكامه بالعرب المستظهرين بدعوته مصانعا لهم بوفرة على أمان الرعايا والسابلة لو أمكن حسن السياسة جهد الوقت ومن انتظام بجاية محل دولتنا في أمر صاحب قسنطينة وبونة خلافا كما علمتم محملا الدولة بصرامته وقوة شكيمته فوق طوقها من الاستبداد والضرب على أيدي المستقلين من الاعراب منتقض الطاعة أكثر أوقاته لذلك الا ما شمل البلاد من تغلب الغرة ونقص الأرض من الأطراف والوسط وخمود ذبال الدول في كل جهة وكل بداية إلى تمام وأما أخبار المغرب
(٤٢٨)