في سائر الأمصار وأحضر عنده ذات يوم هذا الرسول بملأ وحضر العدول فاستروحوه ثم أمضى حكم الله فيه وأقام عليه الحد وأضرمته هذه الموجدة فاضطرم غيظا وتعرض للوزير رحو بن يعقوب الوطاسي منصرفه من دار السلطان في موكبه وكشف عن ظهره يريه السياط وينعى عليهم سوء هذا المرتكب مع الرسل فبرم لذلك الوزير وأدركته الحفيظة وسرح وزعته وحشمه في احضار القاضي على أسوا الحالات من التنكيل والتل لذقنه فمضوا لتلك الوجهة واعتصم القاضي بالمسجد الجامع ونادى المسلمين فثارت العامة فيهم ومرج أمر الناس واتصل الخبر بالسلطان فتلافاه بالبعث في أولئك النفر من وزعة الوزير وضرب أعناقهم وجعلهم عظة لمن وراءهم فأسرها الوزير في نفسه وداخل الحسن بن علي بن أبي الطلاق من بنى عسكر بن محمد شيخ بنى مرين والمسلم له في شوراهم وقائد الروم عنصالة المنفرد برياسة العسكر وشوكته وكان لهم بالوزير اختصاص آثروه له على سلطانه فدعا لهم لبيعة عبد الحق بن عثمان بن محمد بن عبد الحق كبير القرابة وأسد الأعياض وخلع طاعة السلطان فأجابوه وبايعوا له وتم أمرهم نجيا ثم خرج عاشر جمادى من سنة عشر إلى ظاهر البلد الجديد بمكان؟؟
وجاهروا بالخلعان وأقاموا الآلة وبايعوا سلطانهم عبد الحق على عيون الملا وعسكروا بالعدوة القصوى من سوا تازى وخرج السلطان في اثرهم فعسكر بسبوا وتلوم لاعتراض العساكر وإزاحة العلل واحتل القوم برباط تازى وأوفدوا على موسى ابن عثمان بن يغمراسن سلطان بنى عبد الواد يدعونه إلى المظاهرة واتصال اليد والمدد بالعساكر والأموال جنوحا إلى التي هي آثر لديه من تفريق كلمة عدوه فتثاقل عن ذلك لمكان السلم الذي عقد له السلطان مذ أول الدولة وتستبين سبيل القوم وقدم السلطان بين يديه يوسف بن عيسى الجشمي وعمر بن موسى الفودودى في جموع كتيبة من بنى مرين وسار في ساقتهم فانكشف القوم عن تازى ولحقوا بتلمسان صرخا وحمد السلطان مغبة تثاقله عن نصرهم ووجد بها الحجة عليهم إذ غاية مظاهرته إياهم أن يملكهم تازى وقد انكشفوا عنها فيئسوا من صريخه وأجاز عبد الحق بن عثمان ورحو بن يعقوب إلى الأندلس فأقام رحو بها إلى أن قتله أولاد ابن أبي العلاء ورجع الحسن بن علي إلى مكانه من مجلس السلطان بعد أن اقتضى عهده بالأمان على ذلك ولما احتل السلطان بتازى حسم الداء ومحا أثر الشقاق وأثخن في حاشية الخوارج وذويهم بالقتل والسبي ثم اعتل أثناء ذلك وهلك لليال من اعتلا له سلخ جمادى الأخيرة من سنة عشر وورى بصحن الجامع الأعظم من تازى وبويع السلطان أبو سعيد كما نذكره ان شاء الله * (الخبر عن دولة السلطان أبى سعيد وما كان فيها من الاحداث) *