صغير بن عامر أمير القوم فأحسن تجلته وأصحبه من عشيرته إلى حضرة أخيه ودخل السلطان أبو حمو تلمسان لثمان خلون من الربيع الأول سنة ستين واحتل منها بقصر ملكه واقتعد أريكته وبويع بيعة الخلافة ورجع إلى النظر في تمهيد قواعد ملكه واخراج بنى مرين من أمصار مملكته والله أعلم * (الخبر عن اجفال أبى حمو عن تلمسان أمام عساكر المغرب ثم عوده إليها) * كان القائم بامر المغرب من بعد السلطان أبى عنان وزيره الحسن بن عمر كافل ابنه السعيد الذي أخذ له البيعة على الناس فاستبد عليه وملك أمره وجرى على سياسة السلطان الهالك واقتفى أثره في الممالك الدانية والقاصية في الحماية والنظر لهم وعليهم ولما اتصل به خبر تلمسان وتغلب أبى حمو عليها قام في ركائبه وشاور الملا في النهوض إليه فأشاروا عليه بالقعود وتسريح الجنود والعساكر فسرح لها ابن عمه مسعود بن رحو بن علي بن عيسى بن ماساى بن فودود وحكمه في اختيار الرجال واستجادة السلاح وبذلك الأموال واتخاذ الآلة فزحف إلى تلمسان واتصل الخبر بالسلطان أبى حمو وأشياعه من بنى عامر فأفرج عنها ولحق بالصحراء ودخل الوزير مسعود بن رحو تلمسان وخالفه السلطان أبى حمو إلى المغرب فنزل بسيط انكاد وسرح إليهم الوزير مسعود بن رحو ابن عمه عامر بن عبد بن ماساى في عسكر من كتائبه ووجوه قومه فأوقع بهم العرب وأبو حمو ومن معهم واستباحوهم وطار الخبر إلى تلمسان واختلفت أهواء من كان بها من بنى مرين وبدا ما كان في قلوبهم من المرض لتغلب الحسن بن عمر على سلطانهم ودولتهم فتحيزوا زرافات لمبايعة بعض الأعياص من آل عبد الحق وفطن الوزير مسعود بن رحو لما دبروه وكان في قلبه مرض من ذلك فاغتنمها وبايع لمنصور ابن سليمان بن منصور بن عبد الواحد بن يعقوب بن عبد الحق كبير الأعياص المنفرد بالتجلة وارتحل به وبقومه من بنى مرين إلى المغرب وتجافى عن تلمسان وشأنها واعترضه عرب المعقل في طريقهم إلى المغرب فأوقع بهم بنو مرين وصمموا لصليهم ورجع السلطان أبو حمو إلى تلمسان واستقر بحضرته ودار ملكه ولحق به عبد الله بن مسلم فاستوزره وأسام إليه فاشتد به أزره وغلب على دولته كما نذكره إلى أن هلك والبقاء لله وحده {الخبر عن مقدم عبد الله بن مسلم من مكان عمله بدرعة ونزوله من إيالة بنى مرين إلى أبي حمو وتقليده إياه الوزارة وذكر أوليته ومصاير أموره} كان عبد الله بن مسلم من وجوه بنى زردال من بنى بادين اخوة بنى عبد الواد وتوجين ومصاب إلا أن بنى زردال اندرجوا في بني عبد الواد لقلتهم واختلطوا بنسبهم ونشأ عبد الله
(١٢٣)