واستوفى في الأعطيات وقدم بين يديه ابنه الأمير أبا الحسن ولى عهده الغالب على أمره في عساكره وجموعه وجاء في ساقته وسار على هذه التعبية ولما انتهى إلى بويو من وادى ملوية تذروا بالبيات من أبى على وجنوده فحذروهم وأيقظوا ليلتهم وبيتهم بمعسكرهم ذلك فكانت الدبرة عليه وفل عسكره وارتحلوا من الغد في اثره وسلك على جبال درن وافترقت جنوده في أو عاره ولحقهم من معراتها شناعات حتى ترجل الأمير أبو على عن فرسه وسعى على قدميه وخلص من ورطة ذلك الجبل بعد عصب الريق ولحق بسجلماسة ومهد السلطان نواحي مراكش وعقد عليها لموسى بن علي الهنتاني فعظم غناؤه في ذلك واضطلاعه وامتدت أيام ولايته وارتحل السلطان إلى سجلماسة فدافعه الأمير أبو على بالخضوع في الصفح والرضا والعودة إلى السلم فأجابه السلطان لما كان شغفه من حبه فقد كان يؤثر عنه من ذلك غرائب ورجع إلى الحضرة وأقام الأمير أبو على بمكانه من ملك القبلة إلى أن هلك السلطان وتغلب عليه أخوه السلطان أبو الحسن كما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن نكبة منديل الكتاني ومقتله) * كان أبوه محمد بن محمد الكتاني من عليه الكتاب بدولة الموحدين ونزع من مراكش عند ما انحل نظام بنى عبد المؤمن وانفض جمعهم إلى مكناسة فأوطنها في إيالة بنى مرين واتصل بالسلطان يعقوب بن عبد الحق فصحبه فيمن كان يثأر على صحابته من أعلام المغرب وسفر عنه إلى الملوك كما ذكرناه في سفارته إلى المستنصر سنة خمس وستين وهلك السلطان يعقوب بن عبد الحق فازداد الكتاني عند ابنه يوسف بن يعقوب خطوة ومكانة إلى أن سخطه ونكبه سنة سبع وستين وأقصاه من يومئذ وهلك في حل سخطته وبقي من بعده ابنه منديل هذا في جملة السلطان أبى يعقوب منبر ما بمقام عبد الله بن أبي مدين المستولي على قهرمة دار السلطان ومخالصته في خلواته مغضيا لذلك متوقعا النكبة في أكثر أيامه مضطرمة له بالحسد جوانحه مع ما كان عليه من القيام على حسبان الديوان عرف فيه بسبقه وتشابه صديقه وعدوة ولما تغلب السلطان على ضواحي شلف ومغراوة واستعمل على حسبان الجباية وجعل إليه ديوان العسكر هنا لك والى نظره اعتراضهم وتمحيصهم فنزل على مليانة مع من كان هنالك من الأمراء مثل علي بن محمد الخيري والحسن بن علي بن أبي الطلاق العسكري إلى أن هلك السلطان أبو يعقوب ورجع أبو ثابت البلاد إلى أبي زيان وأخيه أبى حمو فحلف عليهما وحلا بعيونهما واستبلغا في تكريمه وانصرف إلى مغربه وكان معسكر السلطان يوسف بن يعقوب على تلمسان قد صحب أخاه أبا سعيد عثمان بن يعقوب في حال خموله وتأكدت بينهما الخلة
(٢٤٥)